عهد إليه أنّه : يدلّك عليه بعض زادك ، فقال : (ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ) لى (١) هذه حاجتنا (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [٦٤] يقصّان آثارهما ، حتّى انتهيا إلى الصّخرة الّتي فعل فيها (٢) الحوت ما فعل ، وأبصر موسى عليهالسلام أثر الحوت ، فأخذ إثر الحوت يمشيان على الماء حتّى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً [٦٥] قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [٦٦] قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٦٧] وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) [٦٨] إلى قوله : (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) [٧٠] أي : حتّى أكون أنا أحدث لك ذلك ، (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) [٧١] إلى قوله : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً) [٧٤] [على ساحل البحر غلمان يلعبون ، فعهد إلى أصبحهم (وأجودهم)](٣)(فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً)(٤)(بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [٧٤] قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) [٧٥] قال ابن عبّاس : فقال رسول
__________________
(١) هكذا في الأصل ، ولعل الصواب حذفها.
(٢) في الأصل : «فيه» وهو خطأ ، والصواب ما أثبتناه من رواية الدر المنثور.
(٣) سقط من الأصل وألحق بالهامش ، وما بين القوسين زيادة من الدر المنثور (٤ / ٢٣٢).
(٤) في الأصل : «زاكية» بزيادة ألف بعد الزاي وهى قراءة عامة قرّاء الحجاز والبصرة.