يشتموننا هؤلاء ، إنّهم يقرءون (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) [المائدة : ٤٤] هؤلاء الآيات (مع ما) (١) يعيبونا به من أعمالنا في قراءتهم ، فادعهم ، فليقرءوا كما نقرأ ، وليؤمنوا كما آمنّا ، فدعاهم ، فجمعهم ، وعرض (٢) عليهم القتل ، أو يتركوا قراءة التّوراة والإنجيل ، إلّا ما بدّلوا منها ، فقالوا : ما تريدون إلى ذلك؟ دعونا ، فقالت طائفة منهم : ابنوا لنا / أسطوانة ، ثمّ ارفعونا إليها ، ثمّ أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ، فلا نرد عليكم ، وقالت طائفة : دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش ، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا ، وقالت طائفة : ابنوا لنا دورا فى الفيافي ، ونحتفر الآبار ، ونحرث (٣) البقول ، فلا نرد عليكم ، ولا نمرّ بكم ، وليس أحد من القبائل إلّا (وله) (٤) حميم فيهم ، ففعلوا
__________________
(١) في (ح): «معما».
(٢) في (ح): «فعرض».
(٣) في (ح): «ونحترث».
(٤) في الأصل : «له». بدون الواو.
__________________
وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٢٧ / ١٣٨) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٧٧) للحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس ـ به.
وقال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٣١٧) : هذا السياق فيه غرابة.