الذّبّاحين ليذبحوه ، ـ وذلك من الفتون يا ابن جبير ـ بعد كلّ بلاء ابتلي به وأريد به فتونا. فجاءت امرأة فرعون [تسعى إلى فرعون](١) فقالت : ما بدا لك في هذا الغلام الّذي وهبته لي ، فقال : ألا ترينه ، إنّه يزعم سيصرعنى ويعلوني ، قالت : اجعل بيني وبينك أمرا يعرف فيه الحقّ ، ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقرّبهنّ إليه ، فإن بطش باللّؤلؤ ، واجتنب الجمرتين ، عرفت أنّه يعقل ، وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللّؤلؤتين ، علمت أنّ أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللّؤلؤتين وهو يعقل. فقرّب ذلك إليه فتناول الجمرتين فنزعوهما (٢) منه مخافة أن يحرقا يديه ، فقالت المرأة : ألا ترى؟ فصرفه الله عنه بعد ما كان قد همّ به ، وكان الله بالغا فيه أمره. فلمّا بلغ أشدّه ، وكان من الرّجال ، لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتّى امتنعوا كلّ الامتناع.
فبينما موسى عليهالسلام يمشي في ناحية المدينة ، إذ هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعونيّ والآخر إسرائيليّ ، فاستغاثه الإسرائيليّ على / الفرعونيّ ، فغضب موسى عليهالسلام غضبا شديدا لأنّه تناوله وهو يعلم منزله من بني إسرائيل ، وحفظه لهم ، لا يعلم النّاس إلّا أنّما ذلك
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من لحق بالهامش في الأصل.
(٢) فوق هذه الكلمة وضع كلمة «صح» وألحق بالهامش كلمة «فانزعوهما» وعليها كلمة «صح» والصواب ما أثبتناه لتمام المعنى والله أعلم.