يجتمع معه فيها إلا من ثبت معه ، لا من فرّ عنه وأسلمه لعدوّه ، ولا سيّما من لم يعد إلا بعد ما قام بأعباء الحرب غيره : ( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ) (١) .
روى الطبري (٢) أنّه : اجتلد الناس ، وما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين (٣) .
وكيف يراد بأهل السكينة : المنهزمون ، وقد وصفهم الله تعالى بالإيمان ومدحهم به ، فإنّه لا يحسن مدحهم به في مقام عصيانهم وذمّهم بهذه الجريمة العظمى ، بل ينبغي وصفهم في هذا الحال بخلاف الإيمان كما ورد : «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن » (٤) .
والتوبة لا تصحح مدحهم في المقام ، لأنّها واقعة بعده ، قال تعالى : «ثم يتوب الله على من يشاء» (٥) مع أنّها على من يشاء لا على الجميع .
__________________
(١) سورة التوبة ٩ / ٤٠.
(٢) ص : ١٢٩ : ١٢٩ ج ٣ . منه قدسسره .
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ١٦٨.
(٤) صحيح البخاري ٨ / ٢٨١ ــ ١٨٢ ح ١ وص ٢٨٤ ح ١١ مقطع منه ، وفيه (الزاني )بدل «العبد» ، سنن النسائي ٨ / ٦٣ ــ ٦٤.
(٥) سورة التوبة ٩ : ٢٧ .