وخلفك ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أشرق وجهه وسره ــ يعني قوله ــ » (١) .
وروى البخاري ــ أيضاً ــ في تفسير سورة المائدة من كتاب التفسير عند ذكر قوله تعالى : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا ... ) الآية .
أنّه قال المقداد يوم بدر : يا رسول الله ! إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ).
ولكن امض ونحن معك ، فكأنّه سُرِّي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (٢) .
ونقل السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ... ) (٣) الآية .
عن ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ، والبيهقي عن أبي أيوب ، قال في حديث له : «إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما تَرَوْنَ في القوم ، فإنّهم أخبروا بمخرجكم ؟ فقلنا : يا رسول الله ! لا والله ، ما لنا طاقة بقتال القوم ، إنما خرجنا للعير .
ثمّ قال : ما ترون في قتال القوم ؟ فقلنا : مثل ذلك.
فقال المقداد : لا تقولوا كما قال اصحاب موسى لموسى : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) (٤) ... الحديث .
وروى الزمخشري في الكشاف : أنّه نزل جبرئيل فقال : يا محمد ! إن الله وعدكم إحدى الطائفتين ، إمّا العير ، وإمّا قريشاً ، فاستشارالنبی صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه وقال : ما تقولون ؟ إن القوم قد خرجوا من مكة على
ص : ٢٨١
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ١٨٠ ح ٤ .
(٢) صحيح البخاري ٦ / ١٠١ح ١٣١
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٥ .
(٤) الدر المنثور ٤ / ١٤.