فلا بدّ من معرفة أوامرهم حتى يتحقّق إطاعتهم ، وكذا في معصيتهم وغيرها.
مع أنّ من أقرّ بنبي أو إمام علم يقينا أنّ لهما شرع ومنهج ودين وملّة ، وأنّه لا بدّ من التشرّع بشرعهما والتدين بدينهما.
وأيضا ضروريات الدين والمذهب من الوضوء والغسل والتيمّم والنجاسات ووجوب إزالتها وغيرها من الأحكام ، وكذا الصلاة والصوم والزكاة وغيرها من الضروريات الواجبة من الكثرة بحيث لا تحصى ، وكذا المحرّمات وغيرها ، والضروري يعرفها كلّ من هو من أهل الدين والمذهب ، فبعد معرفة الوجوب والحرمة كيف تجوز المساهلة والمسامحة في معرفة الماهيات والشرائط والأحكام؟ وبالجملة : أنواع أسباب وجوب التعلّم والمعرفة لا حصر لها فضلا عن أشخاصها.
والتمسّك بتيمّم عمّار وطهارة أهل قبا في غاية الغفلة والغرابة ، وأظهرنا شنائعها في الفوائد ونشير إلى شيء منها (١) ، إنّ أهل قبا أحدثوا في الدين وغيّروا حكم شرع خير المرسلين كما فعلوا في الوصية بدفنهم متوجّها إلى الرسول مع أنّ شرعهم كان غير ذلك (٢) ، لكنّ الله تعالى أمضى فعلهم ومدحهم بعد ما كانوا خائفين في أنّه تعالى يؤاخذهم ويعاقبهم في ما فعلوا.
وأمّا تيمم عمّار فلا شكّ في أنّ العبادات كيفيات متلقّاة من الشرع توقيفية موقوفة عليه مسلّم ذلك عند الشارح وشيخه رحمهما الله وعند الكلّ بل الأطفال والجهّال أيضا ، لغاية وضوح دليله ، بل الجهال لا يرضون أن يفعلوا
__________________
(١) الخصال : ١٩٢ / ٢٦٧ ، الوسائل ١ : ٣٥٦ أبواب أحكام الخلوة ب ٣٤ ح ٦.
(٢) الفوائد الحائرية : ٤٢٣ ـ ٤٢٤.