مخالفتهم له أشياء كثيرة ، لو عددناها لطال الكلام (١).
وكفاك أبين شاهد إن تجرّدت عن العصبيّة النظر في بعض المناقب التي لأمير المؤمنين عليهالسلام ، والمثالب التي لأعدائه لعنهم الله.
وأمّا القسم الأوّل : وهي المناقب فلا تُحصى كثرةً ، روى أخطب خوارزم من الجمهور بإسناده إلى ابن عبّاس ، قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو أنّ الأرض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حُسّاب ، والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ عليهالسلام (٢). وروى أخطب خوارزم أيضاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال إنّ الله تبارك وتعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تُحصى كثرة ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ومن كتب فضيلة من فضائله ، لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتاب فيه فضيلة من فضائل عليّ غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر. ثمّ قال : النظر إلى عليّ عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل الله إيمان عبدٍ إلا بولايته والبراءة من أعدائه (٣). وروى أخطب خوارزم من علماء الجمهور عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لمّا خلق الله آدم عليهالسلام ونفخ فيه روحه عطس فقال : الحمد لله ، فأوحى الله تعالى عبدي حمدني ، فو عزّتي وجلالي ، لولا عبدان أُريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك.
__________________
(١) انظر صحيح البخاري ١ : ٣٩ ، وج ٤ : ٨٥ و ٦ : ١١ ، وصحيح مسلم ٣ : ٤٥٤ ، ومسند أحمد ٣ : ٣٦٤.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٣٢٨ ح ٣٤١ ، وأُنظر ينابيع المودّة ٢ : ٢٥٤ ، ومائة منقبة : ١٦٢ ح ٩٩ ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان ١ : ٥٥٧ ح ٤٩٦ وفرائد السمطين ١ : ١٦ وميزان الاعتدال ٣ : ٤٦٦ ، ولسان الميزان ٥ : ٦٢.
(٣) المناقب للخوارزمي : ٣٢ ح ٢ ، وأُنظر فرائد السمطين ١ : ١٩ ، وينابيع المودّة ١ : ٣٦٤ ، ومائة منقبة : ١٦٣ ح ١٠٠ ، وكفاية الطالب : ٢٥٢ ، وميزان الاعتدال ٣ : ٤٦٧ ، ولسان الميزان ٥ : ٦٢.