روسيا وإيران واستحلالها مناطق من بلاد القفقاز ، ومقاصدها التوسّعيّة ، استباق فرنسا والإنجليز إلى التسرّب في دولة إيران والتحرّكات الداخليّة تجاه الدولة المركزيّة ، من ناحية بقايا الحكومات الأفشاريّة والزنديّة وأبناء ملوك القاجار ، وتلف النفوس ، وهتك الأعراض في الحروب الداخليّة وغير ذلك (١).
ولأجل هذه الأُمور وغيرها أذِنَ الشيخ لفتح علي شاه وقوّى موضعه في أمر الدفاع ، رعايةً لمصلحة المسلمين العامّة ، وكتب له الإجازة الموجودة في كتاب الجهاد من كشف الغطاء.
وهاك عمدة مواضع :
١ ـ الإذن في إدارة الجيش وتدبيره وتقوية الحكومة من حيث العِدّة والعُدّة للدفاع عن أراضي المسلمين وأعراضهم.
٢ ـ وجوب إطاعة السلطان في ذلك ؛ حيث أنّه مأذون من قبل الحاكم الشرعي والفقيه الجامع للشرائط.
٣ ـ توصية السلطان وعمّال الحكومة برعاية التقوى والعدل والمساواة والشفقة ، وأن يكونوا للرعيّة كالأب الرؤوف والأخ العطوف.
٤ ـ لزوم حفظ الأسرار وعدم إذاعتها للأغيار.
٥ ـ توظيف المعلّمين لتعليم الصلاة ومسائل الحلال والحرام وأحكام العبادات ؛ ليجعلوا الجيش في زمرة حزب الله.
٦ ـ إقامة الشعائر الإسلاميّة ، وتعيين المؤذّنين ، وأئمّة الجماعات والمحافظة على الصلاة والصيام في جيش المسلمين.
٧ ـ نصب الوعّاظ العارفين باللغة الفارسيّة والتركيّة في صفوف الجيش ، للوعظ وترويج مفهوم الشهادة في سبيل الله تعالى.
٨ ـ وجوب قيام المجتهدين في مقام الجهاد الدفاعي عن حوزة الإسلام والمسلمين
__________________
(١) راجع الكتب المؤلّفة حول تاريخ إيران ، منها : «إيران در دوره سلطنت قاجار» صفحات ١٢١ إلى ١٥٣ ، تأليف دكتر على أصغر شميم.