علمائنا الأصفياء كالبدر بين النجوم ، وعلى المعاندين الأشقياء أشدّ من عذاب السموم وأحدّ من الصّارم المسموم ، صاحب المقامات الفاخرة والكرامات الباهرة ، والعبادات الزاهرة والسّعادات الظاهرة لسان الفقهاء والمتكلّمين والمحدّثين والمفسّرين ، ترجمان الحكماء والعارفين والسالكين المتبحرين ، النّاطق عن مشكاة الحق المبين ، الكاشف عن اسرار الدّين المتين ، آية الله التامة العامّة ، وحجّة الخاصّة على العامّة ، علّامة المشارق والمغارب ، وشمس سماء المفاخر والمناقب والمكارم والمآرب ، الشيخ جمال الدين ابى منصور الحسن بن سديد الدّين يوسف بن زين الدّين علي بن المطهّر الحلي ، أفاض الله على مرقده شآبيب الرحمة والرّضوان» (١)
وقال العلامة ميرزا عبد الله الأفندي (٢) ، في كتابه «رياض العلماء» :
الامام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشّاعر الماهر ، علّامة العلماء ، وفهّامة الفضلاء ، استاد الدّنيا ، المعروف فيما بين الأصحاب ب «العلّامة» عند الإطلاق الموصوف بغاية العلم ، ونهاية الفهم والكمال ، وهو ابن أخت المحقّق ، وكان قده آية الله لأهل الأرض ، وله حقوق عظيمة على زمرة الإماميّة ، والطائفة الشيعة الحقّة الاثنى عشريّة لسانا وبيانا ، تدريسا وتأليفا ، وكان جامعا لأنواع العلوم ، مصنّفا في أقسامها ، حكيما متكلّما ، فقيها محدّثا ، أصوليا ، أديبا ، شاعرا ماهرا ، وقد رأيت بعض إشعاره ببلدة أردبيل ، وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم أيضا ، وافر التّصنيف ، متكاثر التّأليف ، أخذ واستفاد عن جمّ غفير من علماء عصره من العامّة والخاصّة ، وأفاد وأجاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصّة والعامّة» (٣)
هذه نماذج من إطراء علماء الشيعة لهذا الامام الفذّ ويبدو أنّ عظمة الرّجل بلغت من الوضوح والاشتهار بحيث لم يسع للمتعصّبين من علماء السّنّة إنكارها ، كابن حجر العسقلاني فقد ذكره في «لسان الميزان» بما لفظه الحسين. «ابن
__________________
(١) الفائدة الثالثة من خاتمة المستدرك ص ٤٥٩ من الجزء ٣ ط حجر
(٢) المولود في حدود سنة ١٠٦٦ والمتوفى في حدود سنة ١١٣٠ (الكنى ج ٢ ص ٤١)
(٣) رياض العلماء ، حرف الحاء المهملة ، نقلا عن مقدّمة الألفين.