النظر الثاني في أسباب الوضوء وكيفيته
انما يجب الوضوء من البول ، والغائط ، والريح من المعتاد ، والنوم الغالب على الحاسّتين ، والجنون ، والإغماء ، والسكر ، والاستحاضة القليلة لا غير.
______________________________________________________
النجاسة ، فتأمل فيه
النظر الثاني في أسباب الوضوء وكيفيته
قوله : «(انما يجب الوضوء إلخ)» دليل وجوب الوضوء بهذه الأشياء ، الاخبار ، والآية أيضا تدل على البعض (١)
وغير الاستحاضة القليلة والنوم على بعض الوجوه ، كأنه إجماعي ، والظاهر ان النوم مطلقا موجب على اى وجه كان للخبر الصحيح (٢) ، وما ينافيه ليس بحيث يصلح للمعارضة والتقييد ، وكذا دليل الحصر ، فان الحصر موجود في الأخبار الكثيرة (٣) وما يدل على إيجابه بمثل القيء والضحك والحجامة (٤) لا يصلح للاحتجاج مع انه لا يبعد الحمل على الاستحباب أو التقيّة للجمع ، نعم الدليل في المذي (٥) لا يخلو عن قوة ، فالاحتياط يقتضيه وان لم يجب لوجود الأقوى فيحمل غيره على الاستحباب أو التقيّة للجمع
وأيضا ، الظاهر ان الغرض حصر ما لا يوجب الا الوضوء ولا يوجب غيره أصلا فلا يشكل بنحو المتوسطة ، مع احتمال ان يراد بالقليل ، لا يوجب الغسل فيدخل وان الوجوب انما يكون مع ما يجب له كما مرّ ، مع احتمال الوجوب الموسع مع غيره ، أو يكون المراد بالوجوب ، اللزوم فيدخل ما يندب له
__________________
(١) الظاهر انه قده أراد بالبعض النوم بناء على تفسير قوله تعالى (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) الآية بإرادة القيام من النوم كما هو أحدا التفسيرين كما في مجمع البيان وغيره
(٢) لاحظ الوسائل باب ٣ حديث ٨ من أبواب نواقض الوضوء
(٣) لاحظ الوسائل باب ٢ من أبواب نواقض الوضوء حيث ورد في غير واحد من الأخبار حصر الوضوء بما يخرج من الطرفين الأسفلين اللّذين أنعم الله بهما على العباد
(٤) لاحظ الوسائل باب ٦ من أبواب نواقض الوضوء
(٥) لاحظ الوسائل باب ١٢ من أبواب نواقض الوضوء