.................................................................................................
______________________________________________________
ويدل عليه أيضا في الجملة رواية زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال : إذا دخلت المسجد وأنت تريد ان تجلس فلا تدخل الا وأنت طاهر (١) ـ فتأمل فيه ، وكأنه يرتفع بالشهرة (٢) ويمكن كونه إجماعيا.
ولعل في قراءة القرآن أيضا خبرا وما رأيته (٣) أو الإجماع ، وأيضا يؤل في الأكثر إلى المس والقلب ، ولان العقل يجد حسنه ، وللتعظيم كما قال في المنتهى في حمل المصحف.
وفي كل ما ذكر ، الأخبار موجودة إلا الكون والقراءة فكأنّ دليله الخبر وما اعلم ، ويمكن أخذه من قوله عليه السلام : المؤمن معقب ما دام متطهرا (٤) فتأمل ، أو الإجماع ، وتحسين العقل ، وانه عبادة غير موقتة فيستحب فعله دائما فتأمل.
والمراد باستحباب الوضوء للكون ، الاتصاف برفع الحدث فالخبر لا قصور فيه لان معناه يستحب الوضوء أي إيجاد هذه الأفعال لحصول الأثر الخاص الذي رتب عليه الشارع ، فدل على انه لا يحتاج استحبابه الى غرض آخر ، فان هذا الأثر غرض صحيح يستحق الفعل لأجله فلا يحتاج إلى غاية أخرى ، وهذا يدل على حصول رفع الحدث بالوضوء المندوب مطلقا ولو كان للنوم وليس فيه شك عند التأمل إلا ما علم عدمه مثل وضوء الحائض ونوم الجنب ، وجماع المحتلم وان كان لحصول كمال ما يتوقف كماله عليه ، وهو ظاهر سواء نوى رفع الحدث أو استباحة هذه الأمور ، إذا المقصود حصول اباحته على الوجه الذي يتوقف حصوله على الوضوء
__________________
(١) الوسائل باب ٣٩ حديث ٢ من أبواب أحكام المساجد وباب ١٠ حديث أمن أبواب الوضوء ولكن سنده هكذا :
محمد بن الحسن بإسناده ، عن محمد بن على بن محبوب ، عن محمد بن ابى الصهبان ، عن محمد بن سنان ، عن العلاء بن الفضيل ، عمن رواه عن ابى جعفر عليه السلام.
(٢) اى تأمل في سنده ، ولكن ضعفه على تقديره يرتفع بالشهرة الفتوائية.
(٣) يمكن ان يستدل له بما رواه في قرب الاسناد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن محمد بن الفضيل ، عن ابى الحسن عليه السلام قال : سألته اقرء المصحف ثم يأخذني البول فأقوم فأبول واستنجى واغسل يدي وأعود إلى المصحف فاقرأ فيه؟ قال : لا حتى تتوضأ للصلاة ئل باب ١٣ حديث ١ من أبواب قراءة القرآن من أبواب التعقيب
(٤) الوسائل باب ١٧ حديث ٢ من أبواب التعقيب ، وفيه ما دام على وضوئه.