فلو نوى التبرد خاصّة أو ضم الرياء بطل بخلاف ما لو ضم التبرد
______________________________________________________
للآية (١) والاخبار (٢)
وأيضا ان معنى وجوب استدامتها عدم جواز إيقاع شيء من العبادة المنوية أولا إلا لله ، ولو فعل لغيره لعصى ولم يصحّ ذلك المنوي الذي فعله لغير الله ، فإذا كان بحيث يبطل بإبطاله أصل العبادة تبطل أيضا ، والا يفعل الجزء الباطل بحيث يصحّ الأصل ان كان واجبا
ولا فرق بين الضم ، والاستقلال ، ولا بين اللازم وغيره
وبالجملة الأمر المهم الضروري الذي لا بد منه ولا تصح بدونه العبادة ، هو الإخلاص الذي هو مدار الصحة ، وبه يتحقق العبودية والعبادة وهو صعب وقليل الوجود ، كثير المهالك ، وتحصيله ، مثل إخراج اللبن الخالص الصافي من بين الدم والروث ، كما افاده بعض الفضلاء ، ونعم ما أفاد ، وفقنا الله وإياكم للعمل الخالص والصالح ، وجعلنا من المخلصين ، ثم أنجانا من الخطر العظيم فإنه ليس الناجي الا المخلصون وهم على خطر عظيم كما في ظاهر الآية (٣) والرواية (٤) ، واما الموصى به الذي اوصى به دائما فهو الاحتياط مهما أمكن وعدم ترك قول ضعيف نادر ولا ترك رواية ضعيفة في شيء من الاعمال والافعال فلا تنسى.
قوله : «(فلو نوى التبرد إلخ)» الظاهر انه تفريع لأصل النيّة ويتبعها الاستدامة كما في غيره ، وقد عرفت ان الظاهر هو البطلان مطلقا وهو مختار المصنف أيضا في غير المتن ووجه الفرق هنا غير ظاهر فتأمل.
__________________
(١) الظاهر ان المراد من الآية ، قوله تعالى (وَما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة ـ ٤)
(٢) راجع الوسائل باب ٥ وباب ٨ من أبواب مقدمات الافعال ، ولاحظ أيضا باب ١١ الى ١٧ منها أيضا
(٣) يعني الآية المتقدم إليها الإشارة آنفا وهي قوله تعالى (وَما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) إلخ
(٤) لاحظ احاديث باب ٨ من أبواب مقدمات العبادات من الوسائل