وكذا لما التزم أيضا فتح العين في نحو طي ولية وحية قيل : طووي ولووي وحيوي ، وفي نحو : ظبية وقنية ودمية ، وكذا في بنات الواو لما التزمه يونس (١) ، رحمهالله ، قال : ظبوي وقنوي ودموي ، وكأن الواو في غزوي عنده بدلا من الألف ، ولما لم يلتزم الخليل وسيبويه ، رحمهماالله ، فيها قالا : ظبيي وغزوي في ظبية وغزوة ، كما في ظبي وغزو ، ويقول في نحو : دو وكوة ، دوي وكوي.
ومن ذلك أن تحذف ياء النسب إن كانت في الاسم ، فتقول في النسبة إلى نحو شافعي شافعي وكذا في كراسي أيضا اسم رجل كراسي وكأن من قال مرمي في مرمي شبه الياء بياء النسبة ، ومن قال مرموي ترك التشبيه.
ومن ذلك أن تهمز في نحو : حماية دون علاوة ، فتقول : حمائي وعلاوي ، وتخير في نحو : راية وثاية وآية بين الهمز والياء والواو.
ومما هو عن الضبط بمعزل حال الثنائي ، فقد رد في البعض : كأخوي وأبوي وضعوي وستهي (٢) ، ولم يرد في بعض نحو : عدي وزني ، وكذا الباب إلا ما اعتل لامه ، نحو : شية ، فإنك تقول فيه وشوي ، وجاء الأمر أن في البعض نحو : غدي وغدوي ، ودمي ودموي ، ويدي ويدوي ، وحرى وحرحي ، وابني وبنوي ، وقالوا : اسمي وسموي ، وكعدي وعدوي ، فقلبوا. وأبو الحسن الأخفش ، رحمهالله ، يعتبر الأصل فيما يرد فيقول : وشي وحرحي بالسكون ، وعلى هذا في أخواتهما ، والخليل وسيبويه ، رحمهماالله ، يقولان : بنوي وأخوي في بنت وأخت (٣) ، ويونس ، رحمهالله ، يقول : بنتي وأختي ، فلا ينظم تاءهما في سلك تاء التأنيث ، ومما هو أبعد [عن](٤) الضبط قولهم : بدوي
__________________
(١) هو يونس بن حبيب النحوى ولد سنة ٩٠ ه ، ومات سنة ١٨٢ ه (بغية الوعاة ٢ / ٣٦٥) ، وفي الكتاب (٣ / ٣٤٧) : وأما يونس ، فكان يقول في ظبية : ظبوى ، وفي دمية : دموى ، وفي فتية : فتوى.
(٢) الكتاب (٣ / ٣٥٩ ، وما بعدها).
(٣) السابق (٣ / ٣٦٣ ، ٣٦٤).
(٤) في (ط): (من).