فالصفة : هي ما يذكر بعد الشيء من الدال على بعض أحواله تخصيصا له في المنكرات ، وتوضيحا في المعارف ، وربما جاءت لمجرد الثناء والتعظيم كالصفات الجارية على القديم سبحانه وتعالى ، أو لما يضاد ذلك من الذم والتحقير ، أو للتأكيد كنحو : أمس الدابر ، ومن شأنها إذا كانت فعلية وهي ما يكون مفهومها ثابتا للمتبوع أن تتبعه في الإفراد والتثنية والجمع ، والتعريف والتنكير ، والتأنيث والتذكير ، كما تتبعه في الإعراب. وإذا كانت سببية وهي ما يكون مفهومها ثابتا لما بعدها ، وذلك متعلق لمتبوعها ، أن لا تتبع إلا في الإعراب ، والتعريف والتنكير. أو كانت يستوي فيها المذكر والمؤنث ، والواحد والاثنان والجمع ، نحو : فعيل بمعنى مفعول جاريا على الموصوف ، ونحو : فعول ونحو : علامة وهلباجة وربعة ويفعة مما يجري مؤنثا على المذكر ، ومن شأن متبوعها أن يكون ملفوظا به ، اللهم إلا عند وضوحه ، فيقتصر إذ ذاك على التقدير غير واجب مرة ، وواجبا أخرى ، كما في قولهم : الفارس والراكب والصاحب والأورق والأطلس والأبطح والأجرع ونظائرها.
وعطف البيان : هو ما يذكر بعد الشيء من الدال عليه ، لا على بعض أحواله ، لكونه أعرف.
والمعطوف بالحرف : هو ما يذكر بعد غيره بوساطة أحد هذه الحروف : الواو والفاء وثم وحتى وأو وأم وإما ، على خلاف فيه ، ولا وبل ولكن على خلاف فيه أيضا ، وأي عندي. ومن شأن المعطوف إذا كان ضميرا متصلا مرفوعا أن يؤكد بالمنفصل ، وإلا لم يجز إلا لضرورة الشعر مع قبح ، إلا عند الفصل ، كنحو : ضربت اليوم وزيد ، وإذا كان ضميرا مجرورا أن [يعاد](١) الجار في المعطوف ألبتة.
والتأكيد : وهو في عرف أصحابنا ينصرف إلى المؤكد ، فهو ما يعاد في الذكر بدون وساطة حرف عطف ؛ لئلا يذهب بالكلام عن ظاهره إعادة ، إما بلفظه كنحو : رأيت زيدا زيدا ، وإما بأحد هذه الألفاظ وهي : النفس والعين ، وتثنيتهما وجمعهما ، وكلا
__________________
(١) تصحفت في (ط) إلى (يعادل).