إما واجبا ، وذلك بعد خمسة أشياء : لام تأكيد النفي ، كما في قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)(١) وفاء جواب الأمر والنهي والنفي والاستفهام والتمني والعرض ، كنحو : ائتني فأكرمك ، ولا تشتمني فأشتمك ، وما تأتينا فتحدثنا ، بمعنى ما تأتينا فكيف تحدثنا ، أي لا إتيان ولا حديث ، كنحو :
ولا ترى الضب بها ينجحر (٢)
أي لا ضب ولا انجحار ، أو ما تأتينا للحديث ، أي منك إتيان ولكن لا حديث ، وأين بيتك فأزورك ، وليت لي مالا فأنفق ، ألا تنزل فتصيب خيرا.
وواو الجمع كنحو : لا تأكل السمك وتشرب اللبن ، وتسمى واو الصرف. أي تصرف إعراب الثاني عن الأول ، و (أو) بمعنى (إلا) أو إلى كنحو : لألزمنك أو تعطيني حقي ، وحتى كنحو : سرت حتى أدخلها.
وإما جائزا قياسيّا وذلك بعد لام الغرض كنحو : أتيتك لتكرمني ، مما إذا لم يكن هناك لا ، فإن كان وجب الإظهار ، كنحو : لئلا تكرمنى ، أو غير قياسي ، وذلك فيما عداه.
وإما حذفه ، كنحو قولهم :
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه (٣) ،
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية : ٣٣.
(٢) البيت من الرجز ، وصدره : لا تفزع الأرنب أحوالها شرح الحماسة (١ / ٢٢) بلا عزو ، والخصائص (٣ / ١٦٥): (لا تفزا الذئب) و ٣٢١ (لا تفزع الضب) وفي الخزانة (٤ / ٢٧٣) نسبه لابن أحمر.
(٣) قال ابن منظور في لسان العرب ، فأما قولهم في المثل : تسمع بالمعيدى لا أن تراه ، فمخفف عن القياس اللازم في هذا الضرب ، ولهذا النادر في حد التحقير ذكرت الإضافة إليه مكبرا ، وإلا فمعدىّ على غير القياس ، وقيل فيه ، أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه ، وقيل فيه : تسمع بالمعيدى خير من أن تراه ؛ وقيل : المختار الأول. قال : وإن شئت قلت : لأن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه ؛ وكان ـ ـ