وقوله (١) :
الناس أرض بكلّ أرض ... |
|
وأنت من فوقهم سماء |
وقوله عز قائلا : (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ)(٢). ولقرب المسافة إذا تأملت بين أن يعرف الاسم هذا التعريف ، وبين أن يترك غير معرف به يعامل معرفة كثيرا ، معاملة غير المعرف قال (٣) :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... |
|
فمضيت ثمّت قلت : لا يعنيني |
فعرف اللئيم ، والمعنى : ولقد أمر على لئيم من اللئام ، ولذلك تقدر يسبني وصفا ، لا حالا (٤) ، وله في القرآن غير نظير ، أو العموم والاستغراق كقوله عز وعلا : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)(٥). وقوله : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما)(٦) وقوله : (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى)(٧).
__________________
(١) البيت من مخلع البسيط. انظر ديوان المعاني (٢٦).
(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٨٩.
(٣) البيت من الكامل وهو لرجل من سلول في الدرر (١ / ٧٨) ، وشرح التصريح (٢ / ١١) وشرح شواهد المغني (١ / ٣١٠) ، ولشمّر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ص ١٢٦ ، ولعميرة بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ص ١٧١ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٦٣) والأشباه والنظائر (٣ / ٩٠) ، وجواهر الأدب ص ٣٠٧. والبيت في لسان العرب مادة (ثمم) قال : والعرب تزيد في ثم ثاء تقول : فعلت كذا وكذا ثمّت فعلت كذا ، ثم استشهد بالبيت.
(٤) تأمل هذا الموضع فإنه من لطائف الإعراب التي تستفاد بعلم المعاني ولا يتوصل إليها بمجرد التمهر في علم النحو وحده.
(٥) سورة العصر الآيات : ٢ ـ ٣.
(٦) سورة المائدة ، الآية : ٣٨.
(٧) سورة طه ، الآية : ٦٩.