الكلام فيه ليس مما يهمنا الآن ، وأما ما جاء من نحو قوله (١) :
ولا يك موقف منك الوداعا
وقوله (٢) :
يكون مزاجها عسل وماء
وبيت الكتاب (٣) :
أظبي كان أمّك أم حمار
فمحول على منوال : عرضت الناقة على الحوض (٤) ، وأصل الاستعمال (ولا يك موقفا منك الوداع) ، (ويكون مزاجها عسلا وماء) ، (وظبيا كان أمك أم حمارا).
ولا تظنن بيت الكتاب خارجا عما نحن فيه ، ذهابا إلى أن اسم كان إنما هو الضمير ، والضمير معرفة : فليس المراد : كان أمك ، إنما المراد ظبي ، بناء على أن ارتفاعه بالفعل المفسر لا بالابتداء ، ولذلك قدرنا الأصل على ما ترى ، وفي البيت اعتبارات ،
__________________
(١) القزويني في الإيضاح ص (١٦٦) بلا عزو وصدر البيت
قفى قبل التفرق يا ضباعا
وضباع : اسم امرأة.
(٢) أورده القزويني في الإيضاح ص (١٦٦) وعزاه لحسان وصدر البيت كأن سبيئة من بيت رأس ، وذكره الطيبى في التبيان (١ / ١٨٠) بتحقيقى. والسبيئة : الخمر تشترى وتعد للضيفان ، وبيت رأس : بلد بالشام.
(٣) البيت لخداش بن زهير كما في تلخيص الشواهد ص (٢٧٢) وشرح شواهد المغنى (٢ / ٢١٨) والكتاب (١ / ٤٨) وصدر البيت [فإنك لا تبالى بعد حول]. والطيبى في شرحه على مشكاة المصابيح (١ / ٧٤) بتحقيقى.
(٤) هذا من القلب ، إذ الأصل عرضت الحوض على الناقة.