وأما الحالة المقتضية لكون الجملة فعلية ، فهي إذا كان المراد التجدد كقولك : زيد انطلق ، أو ينطلق ، فالفعل موضوع لإفادة التجدد ، ودخول الزمان الذي من شأنه التغير في مفهومه مؤذن بذلك.
وأما الحالة المقتضية لكونها اسمية ، فهي إذا كان المراد خلاف التجدد والتغير ، كقولك : زيد أبوه منطلق ، فالاسم إن دل على التجدد ، لم يدل عليه إلا بالعرض ، وما تسمع من تفاوت الجملتين الفعلية والاسمية ، تجددا وثبوتا ، هو يطلعك على أنه حين ادعى المنافقون الإيمان بقولهم : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ)(١) جائين به جملة فعلية على معنى : أحدثنا الدخول في الإيمان وأعرضنا عن الكفر ، ليروج ذلك عنهم ، كيف طبق المفصل في رد دعواهم الكاذبة قوله تعالى : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)(٢) حيث جيء به جملة اسمية ومع الباء ، وعلى تفاوت كلام المنافقين مع المؤمنين ومع شياطينهم ، فيما يحكيه ، جل وعلا ، عنهم وهو : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ)(٣) تفاوتا إلى جملة فعلية وهي : آمنا ، وإلى اسمية ومع إن ، وهي : (إِنَّا مَعَكُمْ :) كيف أصاب شاكلة الرمي ، وعلى أن إبراهيم حين أجاب الملائكة عن قولهم له : (سَلاماً)(٤) ، بالنصب ، بقوله لهم : (سَلامٌ)(٥) ، بالرفع ، كيف كان عاملا بالذي يتلى عليك في القرآن المجيد من قوله : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها)(٦).
وأما الحالة المقتضية لكونها شرطية فستقف عليها في موضعها.
وأما الحالة المقتضية لكونها ظرفية ، فهي إذا كان المراد اختصار الفعلية ، كقولك : زيد في الدار ، بدل استقر فيها أو حصل فيها على أقوى الاحتمالين ، على ما تقدم ، ويظهر لك من هذا أن مرجع الجمل الأربع إلى اثنتين : اسمية وفعلية.
__________________
(١) سورة البقرة الآية ٨.
(١) سورة البقرة الآية ٨.
(٢) سورة البقرة الآية ١٤.
(٣) الذاريات الآية : ٢٥.
(٣) الذاريات الآية : ٢٥.
(٤) سورة النساء : ٨٦.