والعشرين للأربعة ، والمائة والعشرين للخمسة ، سمي الاشتقاق الكبير (١).
وههنا نوع ثالث من الاشتقاق كان يسميه شيخنا الحاتمي (٢) رحمهالله الاشتقاق الأكبر (٣) : وهو أن يتجاوز إلى ما احتملته أخوات تلك الطائفة من الحروف نوعا أو مخرجا ، وقد عرفت الأنواع والمخارج على ما نبهناك ، وأنه نوع لم أر أحدا من سحرة (٤) هذا الفن ، وقليل ما هم ، حام حوله على وجهه إلا هو ، وما كان ذلك منه
__________________
(١) الاشتقاق الكبير ، هو القلب اللغوي ، وهو أن يشتق من كلمة كلمة أخرى أو أكثر ، وذلك بتقديم بعض الحروف على بعض ، بدون زيادة أو نقصان ، بشرط أن يكون بين الكلمتين تناسب في المعنى نحو (جذب) و (جبذ) ، ويسمى أيضا : الاشتقاق الأكبر ، والاشتقاق الكبار ، والكبير ، والقلب الاشتقاقي ، والقلب المكاني ، والقلب المكاني اللغوي. (السابق ص ٣٣٦).
(٢) لم يستطع الباحثون التوصل إلى ترجمة الحاتمي هذا ، وذهب د / أحمد مطلوب إلي احتمال أن يكون المراد به سديد الدين بن محمد الخياطي الحاتمي ، وكان رأسا في الفقه والكلام ، وذكرت المصادر أنه تفقه عليه السكاكي (انظر البلاغة عند السكاكي د / أحمد مطلوب ص ٥٣).
(٣) الاشتقاق الأكبر : هو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية ، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا ، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شئ من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه ، كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد ، وقد سبق السكاكي والحازمي في الكلام عليه أبو علي الفارسى رحمهالله فيما نقله عنه ابن جني في الخصائص (٢ / ١٣٣ / ١٣٤) قال ابن جني : هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمهالله كان يستعين به لكنه مع هذا لم يسمه وإنما هذا التلقيب لنا نحن اه مختصرا. وانظر (المعجم المفصل في علم الصرف) لراجي الأسمر (ص ٣٣٦ ، ٣٣٧).
(٤) الساحر : العالم انظر تهذيب اللسان : (سحر) ومنه قوله تعالى : (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ ...) الزخرف : ٤٩ وانظر تفسير القرطبي (٩ / ٥٩١٧) ط الريان فأراد ـ رحمهالله ـ أرباب هذا الفن والعارفين به ، وأولي السبق فيه ، وقد جاء في اللسان أيضا أن السحر : كل ما لطف مأخذه ودق.