تقدير الضاحك في القضية السالفة ، إن [ذهنيا](١) وإن خارجيّا ، يجب أن يكون ضاحكا ، يتبين ذلك ، أن العقل ، إنما يوجب كون الضاحك إنسانا من حيث اعتبار كونه خاصا ، يكون مفهومه مفهوما مجموعا من صفة مخصوصة وموصوف مخصوص ، وتحقق المجموع بدون ما هو جزء له ممتنع ، فيوجب مع الضاحك ، متى فرض تحقق له ، ذهني أو خارجي ، تحققا لإنسان ذهنيا أو خارجيا ، ومتى فرض العقل للضاحك تحققا كيف كان ، أفاده ذلك أن إنسانا ما يجب أن يكون ضاحكا ، من حيث إن جزء المتحقق ، باعتبار كونه جزءا من المتحقق ، يستلزم في تحققه ذلك ، امتناع الانفكاك عن الجزء الآخر ، لكونه مأخوذا معه في اعتبار التحقق.
وإنسان ما جزء من الضاحك [المفروض تحققه](٢) ، فيجب امتناع تحققه بدون ما يقوم المجموع ، الذي هو مفهوم الضاحك ، المتركب من الصفة والموصوف ، لكونه مأخوذا مع الضاحك في تحققه ، أعني تحقق الضاحك ، فالجهة كما ترى تتحد عند العقل في القضيتين ، وخ خ كل ضاحك إنسان بالوجوب إنسان ما ، أو خ خ بعض الأناسي ضاحك بالوجوب.
وبيان وجه التغليط في الصورة الثالثة هو [أنا متى](٣) قلنا : بعض الأناسي ضاحك بالإمكان الخاص ، لم يكن المعنى : أن الضاحك لا يجب لإنسان ، عند فرض وجود ضحك في الدنيا ، مثلا كالقائم : حيث لا يجب لإنسان عند فرض وجود قيام في الدنيا ، وإنما المعنى : أن الضاحك لا يجب لإنسان ، بشرط أن لا يفرض وجود للضحك ، كما لا يفرض له عدم ، أما إذا فرض وجود له ، وجب الضاحك للإنسان لا محالة ، وكيف لا يجب ، والكلام مفروض في أن الضحك خاص بالإنسان؟ وقولنا : إن ضاحكا خ خ إنسان لا يرد إلا على فرض وجود الضحك. فالجهتان لا تختلفان إلا لاختلاف فرضي الضحك بالحاصل ، إن قولنا : خ خ بعض الأناسي ضاحك بالإمكان الخاص ، ليس عكسه :
__________________
(١) في (ط): (ذهبنا).
(٢) في (د) : الفروض متحققة.
(٣) من (غ) وفي (ط): (أمامنى).