لعمرى وما عمرى على بهين

لقد نطقت بطلا على الأقارع

طوى النخز والأجراز ما فى غروضها

وما بقيت إلا الضلوع الجراشع

أولئك آبائى فجئنى بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

إن الذين ترونهم إخوانكم

يشفى غليل صدورهم أن تصرعوا

النفس راغبة إذا رغبتها

وإذا ترد إلى قليل تقنع

وإذا المنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع

الدهر معتذر ، والسيف منتظر

وأرضهم لك مصطاف ومرتبع

للسبى ما نكحوا ، والقتل ما ولدوا

والنهب ما جمعوا ، والنار ما زرعوا

إذا هى قامت حاسرا مشمعلة

تجب الفؤاد ، رأسها ما تقنع

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم

أو حاولوا النفع فى أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة

إن الخلائق فاعلم شرها البدع

الألمعى الذى يظن بك الظن

كأن قد رأى وقد سمعا

إذا قال : قدنى قال بالله حلفة

لتغنى عنى ذا إنائك أجمعا

فأدرك إبقاء القراوة ظلعها

وقد جعلتنى من خزيمة إصبعا

فقالت : أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغر وتخدعا