الشريفة ، فإن همزة الوصل الناقصة [من] (١) اللفظ في الدّرج تثبت خطأ إلا في البسملة ، وفي قوله في هود : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها [وَمُرْساها]) (٢) (الآية : ٤١) ، ولا تحذف إلا بشرطين :
أن تضاف إلى اسم الله ـ ولهذا أثبتت في (بِاسْمِ رَبِّكَ) (العلق : ١) ـ وأن تكون قبله الباء ، ولم يشترط الكسائي الثاني ، فجوّز حذفها كما تحذف (٣) في «بسم الملك» ، والجمهور على الأول.
وكذلك حذف الألف في كثير من أسماء الفاعلين مثل : (قادِرٌ) (الأنعام : ٣٧) و (عالِمُ) (الأنعام : ٧٣) ، وذلك أن هذه الألف في وسط الكلمة.
وكذلك الألف الزائدة في الجموع السالمة (٤) والمكسّرة ، مثل (الْقانِتِينَ) (آل عمران : ١٧) ، والأبرر (٥) (آل عمران : ١٩٣) والجلل (الرحمن : ٢٧) ، و (الأكرم) (الرحمن : ٢٧) ، وو اختلف (البقرة : ١٦٤) ، و (اسْتِكْباراً) (٥) (فاطر : ٤٣) ، فإنها كلها وردت لمعنى مفصّل يشتمل عليه معنى تلك اللفظة ، فتحذف حيث يبطن التفصيل ، وتثبت حيث يظهر.
وكذلك ألف الأسماء الأعجمية ك : (إِبْراهِيمَ) (البقرة : ١٢٤) لأنها زائدة لمعنى غير ظاهر في لسان (٦) العربي لأن العجميّ بالنسبة إلى العربي باطن خفيّ لا ظهور له ، فحذفت ألفه. قال أبو عمرو (٧) : «اتّفقوا على حذف الألف من الأعلام الأعجمية ك : (إِبْراهِيمَ) (البقرة : ١٢٤) و (إِسْماعِيلَ) (البقرة : ١٢٥) ، و (إِسْحاقَ) (البقرة : ١٣٣) و (هارُونَ) (البقرة : ٢٤٨) ولقمن (لقمان : ١٢) ، وأما حذفها من (سُلَيْمانَ) (البقرة : ١٠٢) وصلح (الأعراف : ٧٧) وملك (الزخرف : ٧٧) ـ وليست بأعجمية ـ فلكثرة الاستعمال ، فأما ما لم يكثر استعماله من الأعجمية فبالألف ، ك : (طالُوتَ) (البقرة : ٢٤٧) و (بِجالُوتَ) (البقرة : ٢٤٩) و (يَأْجُوجَ) (الكهف : ٩٤) و (مَأْجُوجَ) (الكهف : ٩٤).
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (فلا يجوز) والصواب ما في المطبوعة (كما تحذف).
(٤) في المخطوطة بدل السالمة (التامة).
(٥) يلاحظ أن الكلمة وردت في جميع مواضعها في القرآن الكريم بالرسم العثماني بإثبات الألف.
(٦) في المخطوطة بدل لسان (اللغات).
(٧) هو عثمان بن سعيد الداني تقدم في ١ / ١٤٩ ، وانظر قوله في المقنع : ٢١ ـ ٢٢.