حتى إذا جاءوها [جاءوها] (١) وفتحت أبوابها. ومثله : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) (الرعد : ٣١) أي : لكان هذا القرآن على رأي النحويين. قال ابن فارس (٢) : «ويسمّى هذا عند العرب الكفّ».
وقد يومئ إلى المحذوف ، إما متأخر كقوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) (الزمر : ٢٢) فإنه لم يجيء له جواب في اللفظ ، لكن أومأ إليه قوله : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) (الزمر : ٢٢) وتقديره : أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن قسا قلبه! وإما متقدم كقوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ) (الزمر : ٩) فإنّه أومأ إلى ما قبله : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) (الزمر : ٨) كأنه قال : أهذا الذي هو هكذا خير أم من هو قانت؟ فأضمر المبتدأ.
ونظيره : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) (محمد : ١٥) [١٠٦ / ب] ومن هذه صفته (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) (محمد : ١٥).
وقد يكون بيانه واضحا وهو أقسام :
* أحدها : أن يكون عقبه ، كقوله تعالى : (اللهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص : ٢) قال محمد بن كعب القرظيّ : تفسيره : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص : ٣ و ٤) وكقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) (المعارج : ١٩) قال أبو العالية : تفسيره : (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) (المعارج : ٢٠ و ٢١) وقال ثعلب : «سألني محمد بن طاهر : ما الهلع؟ فقلت : قد فسره الله تعالى». وكقوله [تعالى] (٣) (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) (آل عمران : ٩٧) فسّره بقوله : (مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) (آل عمران : ٩٧).
وقوله : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (الأنبياء : ٩٨) [ومعلوم] (٤) أنه لم يرد (٥) به المسيح وعزيرا [والملائكة] (٣) فنزلت الآية مطلقة ، اكتفاء بالدلالة
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في كتابه الصاحبي في فقه اللغة ص : ٢١٥.
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (لا يريد).