اختصر جوابه لبيانه في موضع آخر : (فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) (الذاريات : ٢٥) وكقوله : (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ...) الآية (البقرة : ١٧٨) ؛ فإنها نزلت تفسيرا وبيانا لمجمل قوله : (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) (المائدة : ٤٥) لأن هذه لمّا نزلت لم يفهم مرادها. وقوله [تعالى] (١) : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ) (النساء : ٢٢) [هي تفسير] (٢) لقوله : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ...) الآية (النساء : ٢٢). وقوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ ...) الآية (النساء : ٧) ، فإنّ هذه الآية مجملة ، لا يعلم منها من يرث من الرجال والنساء بالفرض والتعصيب ، ومن يرث ومن لا يرث ، ثم بيّنه في آية أخرى بقوله : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ ..) الآيات (النساء : ١١).
وكقوله : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) (المائدة : ١) فهذا الاستثناء مجمل ، بيّنه في آية أخرى بقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) (المائدة : ٣). وكقوله : (لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ ...) الآية (المائدة : ٩٤) فهذا الابتلاء مجمل لا يعلم أهو (٣) في الحلّ أم في الحرم ؛ بيّنه قوله : (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ...) الآية (المائدة : ٩٥).
وكقوله [تعالى] (٤) : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (الروم : ٣) وهذا المجمل بيّنه في آية أخرى بقوله : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ...) الآية (التوبة : ٣٣) وكقوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) (البقرة : ٤٠) قال العلماء : بيان هذا العهد قوله تعالى : (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ...) الآية (المائدة : ١٢) فهذا عهده عزوجل ، وعهدهم تمام الآية في قوله : (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ...) (المائدة : ١٢) فإذا وفّوا العهد الأول ما وعدوا.
وقوله تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) (الرعد : ٤٣) يردّ عليهم بقوله : (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (يس : ١ ـ ٣) وقوله تعالى : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (الدخان : ١٢) فقيل لهم : (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المطبوعة (أحد).
(٤) ليست في المطبوعة.