ومنها الوعيد ، كقوله [تعالى] (١) : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء : ٢٢٧).
ومنها الإنكار والتبكيت ، نحو : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان : ٤٩).
ومنها الدعاء ، كقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة : ٥) أي أعنّا على عبادتك.
وربما كان اللفظ خبرا والمعنى شرطا وجزاء ؛ كقوله : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ) (الدخان : ١٥) فظاهره خبر ، والمعنى : إنّا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا. ومنه قوله : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) (البقرة : ٢٢٩) من طلق امرأته مرتين فليمسكها بعدهما بمعروف ، أو (٢) يسرّحها بإحسان.
ومنها التمني ، وكلمته الموضوعة له «ليت» ، وقد يستعمل (٣) فيه (٤) ثلاثة أحرف : (أحدها) : «هل» كقوله (٥) : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) (الأعراف : ٥٣) حملت «هل» على إفادة التمني لعدم التصديق بوجود شفيع في ذلك المقام ، فيتولد التمنّي بمعونة قرينة الحال. (والثاني) : «لو» سواء كانت مع «ودّ» كقوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم : ٩) بالنصب (٦) ، أو لم تكن ، كقوله تعالى : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) (هود : ٨٠) ، وقوله : (لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ) (البقرة : ١٦٧) (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ) (الزمر : ٥٨). (والثالث) : «لعلّ» ، كقوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ* أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ) (غافر : ٣٦ ، ٣٧) في قراءة النصب (٧)
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (و).
(٣) في المطبوعة (تستعمل).
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) في هذا الموضع بياض في المخطوطة.
(٦) قال أبو حيّان في البحر المحيط ٨ / ٣٠٩ : «وقال هارون إنه في بعض المصاحف (فَيُدْهِنُونَ) ولنصبه وجهان : أحدهما أنه جواب (وَدُّوا) لتضمنه معنى ليت. والثاني أنه على توهم أنه نطق ب «إن» ، أي : «ودّوا أن تدهن فيدهنوا» فيكون عطفا على التوهم ، ولا يجيء هذا الوجه إلا على قول من جعل «لو» مصدرية بمعنى «أن» انتهى. وانظر الكتاب لسيبويه ٣ / ٣٦.
(٧) قرأ حفص بالنصب ، والباقون برفعها (التيسير ص ١٩١).