ارتباطا ؛ وذلك إن كان افتتح بغير الفعل ، كقوله : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (البقرة : ١١٥) وقوله سبحانه : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (الأنعام : ١٦٠) لأن الاسم لا يدلّ على الزمان فيجازى به.
وكذلك الحرف إن كان مفتتحا (١) بالأمر ، كقوله [تعالى] (٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات : ٦) لأن الأمر لا يناسب معناه الشرط ، [فإن كان] (٢) مفتتحا بفعل ماض أو مستقبل ارتبط بذاته ، نحو قولك : «إن جئتني أكرمتك» ، ونحو قوله تعالى : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ) (محمد : ٧) وكذا قوله : (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) (الأنعام : ٧٠) لأن هذه كالجزء (٣) من الفعل ، وتخطّاها العامل ؛ وليست (٤) ك «إن» في قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف : ٥٧).
(فإن قيل) : فما الوجه في قوله تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) (التحريم : ٤) (٥) [وقوله : (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) (المائدة : ٩٥). (قلنا) : الأظهر أن يكون كلّ واحد منهما محمولا على الاسم ، كما أن التقدير «فأنتما قد صغت قلوبكما» و «فهو ينتقم الله منه» ، يدلّك على هذا أن «صغت» لو جعل نفسه الجزاء للزم أن يكتسب من الشرط معنى الاستقبال ، وهذا غير مسوّغ هنا. ولو جاز لجاز أن تقول : «أنتما إن تتوبا إلى الله صغت ـ أو ـ فصغت قلوبكما» لكن المعنى : «إن تتوبا فبعد صغو من قلوبكما» ليتصور فيه معنى الاستقبال ، مع بقاء دلالة الفعل على الممكن] (٥) وأنّ «ينتقم» لو جعل وحده جزاء لم يدلّ على تكرار الفعل كما هو الآن ، والله أعلم بما أراد.
__________________
(١) في المخطوطة (منفتحا).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (الحر).
(٤) في المخطوطة (وليس).
(٥) اضطرب النص في المخطوطة كما يلي : (وقوله (فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) يدلّك على هذا أنّ «صغت» لو جعل نفسه الجزاء للزوم أن يكون يكسى من الشرط معنى الاستقبال ، وهذا غير مسوّغ لهما ولو جاز لجاز أن يقول : «أنتما إن تتوبا إلى الله صغت أو فصغت قلوبكما وقوله (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) قلنا الأظهر أن يكون كل واحد منهما محمولا على الاسم ليتصور معنى الاستقبال مع بقاء دلالة الفعل على الممكن).