لأنه لو كان ، فإما لفظيا أو معنويا ، لا جائز أن يكون لفظيا ، لأنّ اللفظيّ إعادة اللفظ الأول كزيد زيد ، أو معناه كقمت ، والفصل ليس هو المسند إليه ولا معناه لأنه ليس مكنيّا عن المسند إليه ، ولا مفسرا ، ولا جائز أن يكون معنويا ، لأن ألفاظه محصورة ، كالنفس والعين ، وهذا منه نفي للتوكيد الصناعي ولبس للكلام (١).
وفي «البسيط» للواحديّ (٢) عند قوله تعالى : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة : ٥) قال سيبويه (٣) : دخل الفصل في قوله [تعالى] : (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) (المزمل : ٢٠) قوله تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ [بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ]) (٤) (آل عمران : ١٨٠) وفي قوله [تعالى] : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَ) (سبأ : ٦) وفي قوله تعالى : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) (الأنفال : ٣٢) وذكر أن هذا بمنزلة ما في قوله [تعالى] : (فَبِما رَحْمَةٍ) (آل عمران : ١٥٩) انتهى.
السابع : ضمير البيان (٥) للمذكر ، والقصة للمؤنث ، ويقدمونه قبل الجملة نظرا لدلالته (٦) على تعظيم الأمر في نفسه ، والإطناب فيه ، ومن ثمّ قيل له : الشأن والقصة ، وعادتهم إذا أرادوا ذكر جملة قد يقدمون قبلها ضميرا يكون كناية عن تلك الجملة ، وتكون الجملة خبرا عنه ، ومفسرة (٧) له ، ويفعلون ذلك في مواضع التفخيم ، والغرض منه أن يتطلع (٨) [١٤٢ / أ] السامع إلى الكشف عنه وطلب تفسيره ، وحينئذ تورد (٩) الجملة
__________________
(١) عبارة المخطوطة (فليس الكلام).
(٢) هو علي بن أحمد ، أبو الحسين الواحدي ، صاحب التفسير الكبير المسمّى ب «البسيط» تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ١٠٥.
(٣) انظر الكتاب ٢ / ٣٩٢ (بتحقيق عبد السلام محمد هارون).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (الشأن).
(٦) في المخطوطة (للدلالة).
(٧) في المخطوطة (ومفسرا).
(٨) في المخطوطة (يطلع).
(٩) في المخطوطة (يورد).