المفسرة له. وقد يكون لمجرد التعظيم ، كقوله [تعالى] : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا) (طه : ١٤) وقد يفيد معه الانفراد ، نحو قوله [تعالى] : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (الاخلاص : ١) أي المنفرد بالأحدية. قال جماعة من النحاة : (هُوَ) ضمير الشأن و (اللهُ) مبتدأ ثان و (أَحَدٌ) خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول ، ولم يفتقر إلى عائد لأنّ الجملة تفسير له ، ولكونها مفسرة لم يجب تقديمها عليه ، وقيل : هو كناية عن «الله» لأنهم سألوه أن يصف ربّه فنزلت.
ومنه : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) (الجن : ١٩) ويجوز تأنيثه إذا كان في الكلام مؤنث ، كقوله [تعالى] : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) (الحج : ٤٦) فالهاء في (فَإِنَّها) ضمير القصة و (تَعْمَى الْأَبْصارُ) في موضع [رفع] (١) خبر [إن] (١) وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) (الشعراء : ١٩٧) بقراءة الياء (٢) و (أَنْ يَعْلَمَهُ) مبتدأ و (آيَةً) الخبر ، والهاء ضمير القصة ، وأنث لوجود (آيَةً) في الكلام.
الثامن : تأكيد الضمير ؛ ويجب أن يؤكد المتصل بالمنفصل إذا عطف عليه كقوله [تعالى] : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (البقرة : ٣٥) و
قوله [تعالى] : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) (المائدة : ٢٤) وقيل : لا يجب التأكيد ، بل يشترط الفاصل بينهما بدليل قوله [تعالى] : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) (الأنعام : ١٤٨) فعطف (آباؤُنا) على المضمر المرفوع ؛ وليس هنا تأكيد بل فاصل وهو (لا). وهذا لا حجة فيه ؛ لأنها دخلت بعد واو العطف ؛ والذي يقوم مقام التأكيد إنما يأتي قبل واو العطف ، كالآيات المتقدمة بدليل قوله (٣) [(فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) (هود : ١١٢).
ومنهم من لم يشترط فاصلا ، بدليل قوله] (٣) : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (الأعراف : ١١٥) فأكّد السحرة ضمير أنفسهم في الإلقاء دون ضمير موسى ؛ حيث لم يقولوا : «إما أن تلقي أنت». وفيه دليل على أنهم أحبوا التقديم في الإلقاء لعلمهم بأنهم
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (قراءة) ، وقراءة ابن عامر بالتاء ، والباقون بالياء (التيسير ص ١٦٦).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.