أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعرية في كتابها قالت : كتب إلينا الإمام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري أن الأستاذ أبا الحسن علي بن الحسين بن مردك حدثه قال : أنبأنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن الرازي السمان إجازة قال : حدثنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد ابن سليمان التنوخي الأديب الضرير بقراءتي عليه بمعرة النعمان قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى بن أبي الفرج التنوخي قال : أخبرنا أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك الحراني ، حدثنا عمي أبو وهب الوليد بن عبد الملك ، حدثنا أبو يوسف عن الكلبي عن أبي (١) صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لأن يمتلىء جوف أحدكم كذا خير له من أن يمتلىء شعرا). فقالت عائشة : لم يحفظ الحديث ، إنما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا ودما خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به) ا ه.
فصل
(في ذكر كتّاب أبي العلاء الذين كانوا يكتبون له ما ينشئه من)
(النثر والنظم والتصنيف والإملاء)
بلغني أن أبا العلاء رحمهالله كان له أربعة من رجال من الكتاب الموجودين في جرايته وجاريه يكتبون عنه ما يكتب إلى الناس وما يمليه من النظم والنثر والتصانيف ، وقد كتب له جماعة من أهل معرة النعمان ، فأخص كتّابه به منهم : ابن أخيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان ، فإنه كان ملازما لخدمته ويكتب له تصانيفه ، ويكتب له الإجازة والسماع لمن يسمع منه ومستجيزه ، وكتب تصانيفه بخطه ، ويقع بخطه من المصنف الواحد نسختان وأكثر ، وكان برا بعمه مشفقا عليه ، وتولى قضاء المعرة ، وقد ذكرنا ترجمته فيما قبل ، وذكرنا لأبي العلاء فيه شعرا يمدحه ويشكره على ما فعله.
__________________
(١) في الأصل : ابن ، وهو تحريف.