يوسف. كان رحمهالله فاضلا في النحو والتصريف والقراءات ، حسن الوجه والخلق والصوت ، مشاركا في علوم. وكان إليه تدريس المدرسة الرواحية بحلب ا ه.
٣١١ ـ الحافظ عمر بن حسن بن حبيب المتوفى سنة ٧٢٦
عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب بن عمر بن شونج أبو القاسم الدمشقي نزيل حلب الإمام العالم الحافظ زين الدين الشافعي. ولد تقريبا سنة ثلاث وستين وستماية ، وسمع من الفخر أحمد وابن شيبان وبنت مكي وطبقتهم ، وبمصر ابن حمدان وخلقا ، وقدم حلب صحبة القاضي زين الدين الخليلي الشافعي بعد سنة سبعمائة بقليل وأقام بها ، وسمع بها من شرف الدين أبي محمد يعقوب ابن الصابوني وأبي إسحق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المقدسي وعبد الله بن عمر بن سعيد وسنقر بن عبد الله ومحمد بن علي البالسي قدم حلب ، وعبد العزيز بن عمر بن أبي بكر بن الأزدي الغساني الحموي قدم حلب ، وبيبرس العديمي وإبراهيم بن أبي بكر بن عبد الرحمن الشيرازي قدم حلب ، ورشيد بن كامل بن رشيد الرقي ومحمد بن أحمد بن محمد النصيبي وغيرهم من أهلها والقادمين عليها. وكتب وعني بالحديث وتميز. وأول سماعه في سنة خمس وسبعين. وكان إماما عالما حافظا ، وخرج له أبو عبد الله الذهبي الحافظ مشيخة فيها أكثر من خمسمائة شيخ ، وحدث سمع منه أولاده الإمام بدر الدين الحسن وشرف الدين حسين وكمال الدين محمد وغيرهم. وذكره ولده الإمام بدر الدين الحسن في تاريخه وقال فيه : إمام علي المقام ، ومحدث عن خير الأنام ، وعالم لا يغفل عن الاحتراز ، وعامل يقابل فرص الفوائد بالانتهاز. كان حسن الأخلاق غزير الأرفاد والأرفاق ، محبا للفقراء وأهل الخير ، معينا لمن ورد عليه بما لديه من المير ، متمسكا بأفنان الفنون ، خبيرا بعلل المسانيد والمتون ، رحل وطلب ، وألف وكتب ، وسمع الكثير ، وروى عن الجم الغفير ، وسار إلى لقاء المرشدين ، وقرأ بمصر والشام على الحفاظ المسندين. ثم أقام بحلب ملازما خدمه السنة النبوية ، وباشر بها نظر الحسبة ومشيخة الحديث وعدة من الوظائف الدينية. خرج له الحافظ أبو عبد الله الذهبي معجما وكتبه بخطه ، يشتمل على أكثر من خمسمائة شيخ قيدهم بتحريره وضبطه. سمعت منه وقرأت عليه جملة مما يرويه عن الحفاظ ، وأفادني كثيرا من تنقيح المعاني وتصحيح الألفاظ. وهو القائل في مرضه المتصل بموته من أبيات :