فصل
(في ذكر مولد أبي العلاء ومنشئه وعماه وصفة خلقه)
أما مولده فبمعرة النعمان ، وأمه هي بنت محمد بن سبيكة ، وأظن أن أباها من أهل حلب ، وخاله علي بن محمد بن سبيكة الذي يقول فيه :
كأن بني سبيكة فوق طير |
|
يجوبون الغواير والنجادا |
وتوفيت والدته وهو غائب عنها حين رحل إلى بغداد في سنة أربعمائة ، وقد رثاها بأبيات هي في سقط الزند.
وقرأت بخط أحمد بن علي بن عبد اللطيف المعري وهو أحد من قرأ على أبي العلاء وروى عنه ويعرف بابن زريق قال : وولد يعني أبا العلاء يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاثة أيام مضت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
ونقلت من خط الأديب الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي في تاريخه ، وأنبأ به عنه المؤيد بن محمد النيسابوري وغيره قال : وفيها يعني سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، ولد الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بمعرة النعمان من رقعة الشام.
قال العميد : ولد أبو العلاء في سنة ست وستين. وهذا العميد الذي نقل عنه العظيمي ذلك هو العميد أبو يسر خير بن محمد بن علي التنوخي المعري ، وهذا ليس بصحيح.
وذكر الوزير أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني في كتابه الذي جمعه في المختار من أشعار الشعراء وذكرهم على حروف المعجم ، وأخبرنا بذلك إجازة عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال : ولد يعني أبا العلاء لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ست وستين وثلاثمائة ، ومرضت عيناه في سن الطفولية وذهبتا. والصحيح في مولده ما أخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي كتابة وقراءة عليه قال : أخبرنا أبو منصور القزّاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، حدثني أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي قال : ذكر لي أبو العلاء المعري أنه ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.