مهلهليون لا يألون في كرم |
|
جهدا ويرعون حقّ الجار والذمم |
عاقرتهم وجلابيب الصبا قشب |
|
وعارضي غير محتاج إلى الكتم |
يا ليت شعري وليت أصبحت غصصا |
|
هل يجمع الله شملي بعد بينهم |
وما كفى الدهر مني أن نأى بكم |
|
عني وغادرني لحما على وضم |
حتى أراني حصار الكفر ثانية |
|
بناظر غرق تحت الدموع عم |
صبرا لعلّي أرى للدهر عاطفة |
|
تدبّ فينا دبيب البرء في السقم |
فالله يعقب أهل الصبر إن صبروا |
|
وصابروا بنعيم غير منصرم |
٩١ ـ يحيى بن علي التنوخي المتوفى أوائل السادس المعروف بابن زريق
يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن عبد اللطيف بن يحيى ابن عتلة بن صالح بن نعيم بن عدي بن عمرو بن عدي بن الساطع أبو الحسن التنوخي المعري المعروف بابن زريق ، أخو أبي اليمن ، كان شيخا له عناية بالأخبار ويحفظ منها طرفا صالحا. وجمع تاريخا على ترتيب السنين ذكر فيه مبدأ دولة الترك وخروج الفرنج واستيلاءهم على بلاد الشام.
وسمعته يذكر أنه دخل على أبي العلاء بن سليمان وهو صغير وسمع منه بيتين من شعره ، وأنه يروي الأربعين حديثا التي كان يرويها محمد بن همام عن أبي هدية عن أنس بن أبي صالح محمد بن المهذب ، ووعدني بإخراجها فلم يتفق. وذكر أن مولده في ثامن عشر شوال سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بمعرة النعمان.
كتب عنه شيخنا أبو الفرج غيث بن علي ، وسمع منه أبو محمد بن صابر. قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي فيما علقه عن أبي الحسن التنوخي أبياتا لأبي محمد عبد الله بن سعيد ابن سنان الخفاجي الحلبي رحمهالله :
بقيت وقد شطّت بكم غربة النوى |
|
وما كنت أخشى أنني بعدكم أبقى |
وعلمتموني كيف أصبر عنكم |
|
وأطلب من رقّ الغرام بكم عتقا |
فما قلت يوما للبكاء عليكم |
|
رويدا ولا للشوق نحوكم رفقا |