١٣٢ ـ الشريف حمزة بن زهرة الإسحاقي الحسيني المتوفى سنة ٥٨٥
الشريف حمزة بن زهرة الإسحاقي الحسيني أبو المكارم ، السيد الجليل الكبير القدر العظيم الشأن العالم الكامل الفاضل ، المدرس المصنف المجتهد ، عين أعيان السادات والنقباء بحلب ، صاحب التصانيف الحسنة والأقوال المشهورة ، له عدة كتب ، وقبره بحلب بسفح جبل جوشن عند مشهد الحسين له تربة معروفة مكتوب عليها اسمه إلى الإمام الصادق عليهالسلام وتاريخ موته أيضا. وجدهم محمد الممدوح الحراني بن أحمد الحجازي ممدوح أبي العلاء المعري. وجمهور عقب إسحق المؤتمن ينتهي إلى محمد هذا.
قال العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ، ولم تكن له حال واسعة ، فزوجه الحسين الحراني ابن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الخطيب العلوي العمري بنته خديجة المعروفة بأم سلمة ، وكان أبو عبد الله الحسيني العمري متقدما بحرّان مستوليا عليها ، وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حرّان وملكوها على آل وثّاب. قال : فأيد أبو عبد الله الحسين العمري أبا إبراهيم بماله وجاهه ، ونبغ أبو إبراهيم وتقدم وخلف أولادا سادة فضلاء علماء نقباء وقضاة ذوي وجاهة وتقدم وجلالة. هذا كلامه. وعقبه الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب ، وأبي سالم محمد ، ولأعقابهما توجه وعلم وسيادة ، فهم أجلاء نقباء حلب وعلماؤها وقضاتها. ولهم تربة معروفة مشهورة ، رحمهمالله تعالى.
انتقل جدهم محمد بن الحسين بن إسحق من المدينة إلى الكوفة ثم إلى الري ثم إلى حران ثم إلى حلب وديارها.
هذا ما وقفت عليه من ترجمة هذا الشريف الكبير في بعض الكتب ، وهي موجزة كما ترى ، ويغلب على الظن أن له ترجمة واسعة في تاريخ الصاحب ابن العديم المسمى بغية الطلب ، ولم يصل إلي إلا بعض هذا الكتاب كما ذكرت ذلك في المقدمة.
وقد أبقت أيدي الزمان قبر المترجم في تربتهم الكائنة في سفح جبل جوشن جنوبي المشهد ، وبينه وبين التربة أذرع ، وقد كانت تلك التربة مردومة فاكتشفت في شهر جمادى الأولى سنة ١٢٩٧. وقد حاط المرحوم جميل باشا ما بقي من هذه التربة بجدران حفظا لها ، وقبر المترجم ظاهر فيها ، وعلى أطرافه كتابة حسنة الخط وهذا نصها :