وهذه المدرسة تعرف الآن بجامع الحيّات كما تقدم ، وذلك لرسوم حيّات من الحجر في قنطرة بابها الباقي إلى الآن ، وقد تقدم ذكرها وما كتب بالقلم العبراني على حجرة مبنية في جدارها الشرقي في الجزء الأول (ص ٨٥) ، ولا يدرس فيها الآن ، وقبليتها عامرة تقام فيها الصلوات والجمعة ، وأطراف صحنها من الجهات الثلاث خرب في حاجة إلى الترميم لتعود إلى ما كانت عليه.
المدرسة الشهابية وتربتها
قال في الدر المنتخب : هي تجاه الناصرية ، وهي من مدارس الحنفية بحلب ا ه.
وفي هذه المدرسة تربة تدعى التربة الشهابية ذكرها أبو ذر في الكلام على الترب.
درب الدقصلارية
قال أبو ذر : كانوا تسعة إخوة تجارا قبل فتنة تيمور يتجرون بسوق العصرونية ، وربما نسب السوق إليهم ، ونزل عليهم السخومي شارح المصابيح وكان عالما دينا منقطعا عن الناس توفي قبل تيمور. وارتحلوا من حلب قبل فتنة تيمور إلى القدس ، وسببه أن واحدا منهم لبس تفصيلة جاءته من العجم ، فجسها شخص وسأله عن مقدار ثمنها ، فقال لأخوته : هذا بلد لا يسكن ، وارتحلوا ، ولهم دار عظيمة واسعة الأرجاء ، وبهذا الدرب مسجد قديم له منارة وبه المدرسة الكاملية ا ه.
المدرسة الكاملية
هذه المدرسة بالقرب من الناصرية تجاه الدقصلارية ، أنشأها ابن كامل وسكنها الشيخ جمال الدين يوسف الملطي الحنفي ، وترجمته في تاريخ والدي ا ه أبو ذر والدر المنتخب.
أقول : ولا أثر لهذه المدارس الآن ، والذي هو أمام المدرسة الناصرية المعروفة الآن بجامع الحيّات هو سبيل ماء وهو معطل الآن ، فعلى هذا تكون هذه المدارس قد دخلت في عمارة الخان الكبير المعروف بخان الوزير في الجهة الشرقية منه.