واشتهرت كراماته ، حتى خشي على نفسه أن يشغله ذلك عن حال المراقبة من ازدحام الناس عليه ، فارتحل منها وتوجه إلى معرة النعمان ، فازدحم عليه الناس فخشي أن يشغله ذلك عن حال المراقبة ، فارتحل منها إلى الغرزل من عملها ، فأقام بها واستوطنها. وأتته الناس من العراق وأطراف الشام وتلمذ له مالا يمكن حصرهم ، وتوفي بها سنة ست وثمانين وخمسمائة ، وبني عليه مشهد ، وأسلم يوم وفاته جماعة من النصارى ، ولم يعقب سوى خلفه أبي الحسن علي ، وكان مقاربا لوالده في الزهد والعبادة والعلم والحال ، رحمهماالله تعالى ، ومنه الطائفة الطاهرة القاطنة بمعرة النعمان ولهم الزاوية المشهورة بها ا ه (من بعض المجامع الحلبية).
١٣٥ ـ أبو الفتوح يحيى بن حبش السهروردي المتوفى سنة ٥٨٧
قال ابن خلكان : أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك الملقب شهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول بحلب ، وقيل اسمه أحمد ، وقيل كنيته اسمه ، وهو أبو الفتوح.
وذكر أحمد بن أبي أصيبعة في «طبقات الأطباء» أن اسم السهروردي المذكور عمر ولم يذكر اسم أبيه. والصحيح الذي ذكرته أولا ، فلهذا بنيت الترجمة عليه ، فإني وجدته بخط جماعة من أهل المعرفة بهذا الفن ، وأخبرني به جماعة أخرى لا أشك في معرفتهم ، فقوي عندي ذلك فترجمت عليه والله أعلم.
كان المذكور من علماء عصره ، قرأ الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجيلي بمدينة المراغة من أعمال آذربيجان إلى أن برع فيهما. ومجد الدين الجيلي هذا هو شيخ فخر الدين الرازي وعليه تخرج وبصحبته انتفع ، وكان إماما في فنونه.
وقال في «طبقات الأطباء». كان السهروردي المذكور أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية ، جامعا للعلوم الفلسفية ، بارعا في الأصول الفقهية ، مفرط الذكاء فصيح العبارة ، وكان علمه أكثر من عقله. ثم ذكر أنه قتل في أواخر سنة ست وثمانين وخمسمائة. والصحيح ما سنذكره في أواخر هذه الترجمة إن شاء الله تعالى وعمره نحو ست وثلاثين سنة.
ثم قال هو وابن أبي أصيبعة : وله تصانيف ، فمن ذلك كتاب التنقيحات في أصول