١٧٢ ـ حسنون الطبيب الرهاوي المتوفى سنة ٦٢٥
ذكره أبو الفرج الملطي في تاريخه مختصر الدول قال : وفي سنة خمس وعشرين وستمائة توفي حسنون الطبيب الرهاوي ، وكان فاضلا في فنه علما وعملا ، ميمون المعالجة حسن المذاكرة بما شاهده من البلاد. وكان أكثر مطالعته في كتاب اللوكري في الحكمة. وكان بدينا بهيا ، دخل إلى مملكة قلج أرسلان وخدم أمراء دولته كأمير آخور سيف الدين واختيار الدين حسن واشتهر ذكره. ثم خرج إلى ديار بكر وخدم من حصل هناك من بيت شاه أرمن وهزار ديناري ثم الداخلين على تلك الديار من بيت أيوب ، ورجع إلى الرها. ولما تحقق أن طغرل الخادم تولى أتابكية حلب وله به معرفة من دار أستاذه اختيار الدين حسن في الديار الرومية جاء إليه إلى حلب ولم يجد عنده كثير خير وخاب مسعاه ، فإنه كان منكسرا عند اجتماعه به وانفصاله عنه. فلما عوتب الخادم على ذلك من أحد خواصه قال : أنا مقصر بحقه لأجل النصرانية. ولما عزم على الارتحال إلى بلده أدركته حمى أوجبت له إسهالا سحجيا ، ثم شاركت الكبد في ذلك فقضي نحبه ودفن في بيعة اليعاقبة بحلب ا ه.
١٧٣ ـ محمد بن الحسن العجمي المتوفى سنة ٦٢٥
لم أقف له على ترجمة خاصة ، إنما ذكره أبو ذر في الكلام على المدرسة الظاهرية ، ونحن نذكر لك كلامه عليها ويكون هذا تتمة لكلامنا عنها في الجزء الثاني في صحيفة (١٨٤). قال :
المدرسة الظاهرية الشافعية
هذه المدرسة ظاهر حلب خارج باب المقام ، أنشأها السلطان الملك الظاهر غازي ، وانتهت عمارتها في سنة عشرة وستمائة ، وفوض النظر فيها إلى القاضي بهاء الدين بن شداد وشرف الدين أبي طالب بن العجمي ، وشرط أن يكون مشاركا للقاضي بهاء الدين مدة حياته ، وأن يستقل بها بعد وفاته ثم لعقبه. وأول من درس بها ضياء الدين أبو المعالي محمد ابن الحسن بن أسعد بن عبد الرحمن بن العجمي ، وحضر يوم تدريسه السلطان الملك الظاهر بنفسه وعمل دعوة عظيمة حضرها الفقهاء. واستمر المذكور فيها إلى أن توفي