١٢٨ ـ فاطمة السمرقندية العالمة الفاضلة زوجة صاحب البدائع
المتوفاة في هذا العقد
فاطمة بنت محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي مؤلف التحفة ، وهي زوجة الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني صاحب البدائع ، تفقهت على أبيها وحفظت مصنفة التحفة.
قال ابن العديم : حكى والدي أنها كانت تنقل المذهب نقلا جيدا ، وكان زوجها الكاساني ربما يهم في الفتوى فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الخطأ ، فيرجع إلى قولها.
قال : وكانت تفتي ، وكان زوجها يحترمها ويكرمها ، وكانت الفتوى أولا تخرج عليها خطها وخط أبيها السمرقندي ، فلما تزوجت بالكاساني كانت الفتوى تخرج بخط الثلاثة.
قال داود بن علي أحد فقهاء الحلاوية بحلب : هي التي سنت الفطر في رمضان للفقهاء بالحلاوية. كان في يديها سواران فأخرجتهما وباعتهما وعملت بثمنهما الفطور كل ليلة ، واستمر على ذلك إلى اليوم.
قال ابن العديم : أخبرني الفقيه أحمد بن يوسف بن محمد الأنصاري الحنفي قال : كان الكاساني عزم على العود من حلب إلى بلاده فإن زوجته حثته على ذلك ، فلما علم الملك العادل نور الدين محمود استدعاه وسأله أن يقيم بحلب ، فعرفه سبب السفر وأنه لا يقدر أن يخالف زوجته ابنة شيخه ، فاجتمع رأي الملك وزوجها الكاساني على إرسال خادم بحيث لا تحجب عنه ويخاطبها عن الملك في ذلك ، فلما وصل الخادم إلى بابها استأذن عليها ، فلم تأذن له واحتجبت منه ، وأرسلت إلى زوجها تقول له : بعد عهدك بالفقه إلى هذا الحد أما علمت أنه لا يحل أن ينظر إليّ هذا الخادم ، وأي فرق بينه وبين الرجال في جواز النظر. فعاد الخادم وذكر ذلك لزوجها بحضرة الملك ، فأرسلوا إليها امرأة برسالة نور الدين ، فخاطبتها فأجابتها إلى ذلك. وأقامت بحلب إلى أن ماتت ، ثم مات الكاساني بعدها ودفن عندها رحمة الله عليهما ا ه (طبقات الحنفية للقرشي).
١٢٩ ـ سكرة اليهودي الطبيب
سكرة الحلبي : كان شيخا قصيرا من يهود مدينة حلب ، وكانت له دربة بالعلاج