أبي الصقر والمعلم ابن الصابوني ووالده القاضي شهاب الدين والعز بن رواحة وعبد الرحمن ابن أبي القاسم الصوري. وأجاز له المؤيد الطوسي وعبد العزيز الهروي وسعد بن الرزاز وأحمد بن سليمان بن الأصفر وطائفة. وكان فقيها فاضلا مدرسا. توفي سنة خمس وثمانين وستماية رحمهالله تعالى ا ه. (المنهل الصافي).
٢٦٨ ـ أحمد بن الزبير المتوفى سنة ٦٩٠
قال في المنهل الصافي : أحمد بن عبد الله بن الزبير الإمام المقري المجود شمس الدين الحلبي الخابوري. مولده بالخابور سنة ستماية. خطيب حلب. كان إماما فاضلا ماهرا في القراءات ووجوهها وعللها ، وكان مليح الشكل قوي الكتابة. قرأ القراءات على السخاوي وغيره ، وسمع بحران من الخطيب فخر الدين بن تيميّة ، وبحلب من أبي محمد ابن الأستاذ ويحيى الدامغاني وابن روزبه ، وببغداد من عبد السلام الداهري ، وبدمشق من أبي صادق بن صباح. وأسند عنه القراءات والشاطبية الشيخ يحيى المنبجي ورواها سنة أربع وستين وستماية وذلك قبل موته بدهر. وسمع منه الحافظ جمال الدين المزي وابن الظاهري وولده أبو عمرو والبرزالي وابن شامة وغيرهم.
وكان له محاسن وظرف ونوادر وخلاعة ، وله في ذلك حكايات لطيفة ، منها أنه كان في أيام قراسنقر نائب حلب مستوفي على الأوقاف يهودي ، فضايق الفقهاء وأهل الأوقاف وشدد عليهم ، فشكوه إلى قراسنقر فعزله ، ثم إنه سعى وبرطل وولي وعاملهم أشد من الأول ، فشكوه فعزله ، ثم سعى وتولى فاجتمع الفقهاء وقالوا : ما لنا في الخلاص منه إلا الخطيب فجاؤوا إليه فقال : ما أصنع به؟ فقالوا : ما له غيرك ، فقال : يدبر الله ، وأمر غلامه أن يأخذ سجادته ودواة وأقلاما وورقا ومصحفا على كرسي وقال له : توجه بهذا إلى كنيسة اليهود وافرش السجادة ، وكان ذلك بعد عصر الجمعة ، فحضر الشيخ إلى الكنيسة وجلس على السجادة وفتح المصحف من أوله وأخذ يكتب ، فجاءه اليهود ورأوه وما أمكنهم يقولون له شيئا لأنه خطيب البلد وهو ذو وجاهة ، وضاق عليهم الوقت وأرادوا الدخول في السبت وانحصروا فقالوا له : يا سيدي قد قرب أذان المغرب ونريد نغلق الكنيسة ، فقال : أبيت فيها لأني نذرت أن أنسخ هذا المصحف هنا ، فضاقوا وضجوا وقالوا : يا سيدي والله ما نطيق هذا وغدا السبت ، فقال : كذا اتفق ولابد من المقام هنا