١٣ ـ علي بن عبد الحميد الغضايري المتوفى سنة ٣١٣
علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان أبو الحسن الغضايري نزيل حلب. سمع عبد الله بن معاوية وبشر بن الوليد وعبد الأعلى التربيني وأبا إبراهيم الترجماني وعبيد الله القواريري. وروى عنه عبد الله بن عدي وعلي بن محمد بن إسحق الحلبي وأبو بكر بن المقري. وثّقه الخطيب. مات في شوال. حكي عنه أنه قال : حججت على رجلي ذاهبا وراجعا من حلب أربعين حجة. اه. (ذهبي من وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة).
قدمنا في الجزء الأول في صحيفة (٩٥) أن أبا عبيدة رضياللهعنه لما فتح حلب دخلها المسلمون من باب أنطاكية ووقفوا داخل الباب ووضعوا أتراسهم في مكان فبني ذلك المكان مسجدا. قال أبو ذر في كنوز الذهب : وهو أول ما اختط من المساجد ويقال له مسجد الأتراس لما تقدم ثم عرف بمسجد الغضايري. قال ابن العديم : قال أبو إسحق الحنبلي : قدمت على علي بن عبد الحميد الغضايري رضياللهعنه فوجدته من أفضل خلق الله ، وكان لا يتفرغ من الصلاة آناء الليل والنهار ، فانتظرت فراغه وقلت : إنا قد تركنا الآباء والأمهات والأهل والوطن بالرحلة إليك ، فلو تفرغت ساعة فتحدثنا بما عندك مما آتاك الله من العلم ، فقال : أدركني دعاء الشيخ الصالح سري الدين السقطي رضياللهعنه ، وذلك أني جئت إليه يوما فقرعت بابه فقال : من ذا؟ فقلت : أنا ، فسمعته يقول قبل أن يخرج : اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك فاشغله بك عني ، فما رجعت من عنده حتى حببت إليّ الصلاة والاشتغال بذكر الله تعالى حتى لا أتفرغ لشيء سواه ببركة الشيخ.
وعن علي بن عبد الحميد قال : دققت على السري بابه فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول : اللهم اشغل من شغلني عنك بك ، فكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة من حلب على رجلي ذاهبا وآيبا. اه.
أقول : ثم اتخذ نور الدين الشهيد هذا المسجد مدرسة وعين المدرس فيها الشيخ شعيب الفقيه الأندلسي المتوفى سنة ٥٩٦ فنسب إليه وصار يعرف بالشعيبية وترك الاسم الأول ، وسيأتيك ترجمته في سنة وفاته مع الكلام على هذه المدرسة.