إلى حلب وما كملت فاستعار له مدرسة جد هذا الكمال ابن العجمي ، وكان جده إذ ذاك مجاورا بيت الله الحرام ، فقدم ومنع شرف الدين عن مدرسته ومنعه دخولها والأخذ من وقفها بعدما سئل أن يصبر عليه حتى تنجز مدرسته ، فما فعل وما اعترض عليه نور الدين ولا مجد الدين ، بل مكّناه من أمر مدرسته ، واستناب لها فقيها يقال له البرهان ، فلما درج بالوفاة استنابوا هذا المجد بن جهبل (أي المترجم) ولدهم ، ولما توفي جد الكمال ابن العجمي عهد قبل وفاته إلى ولده أبي صالح شهاب الدين بالعهد الشرعي والإسناد الشرعي ، وكان جاريا في المدرسة وما لها والمدرس على قاعدة والده في غير معارض ، إلى أن حضرته الوفاة فعهد إلى ابن عمه القطب فجرى فيها على سنن ابن عمه.
ومن العجب أن يذكر الغير أن الوقف عليها من وقف أتابك زنكي ، وجد هذا الكمال على أكمل سعادة عمّر هذه المدرسة قبل أن يلي أتابك حلب بدهر وجرت بسبب ذلك شدائد وأخذ منه مصادرة من أجلها مرتين بسعي الوشاة خمسة وعشرون ألف دينار على ما حكاه للخادم من هو عنده صدوق ، وكان وحيدا في حلب مع شدة شوكتهم في ذلك الوقت وتمكنهم من الدول ، وأحرقوا عمارة هذه المدرسة مرتين ، إلى أن ملك أتابك حلب فاستعان عليهم بأن توصل إلى أن أذن له أن ينقل قسيم الدولة آقسنقر (والده) إلى مدرسته كفا لأيدي الحلبيين (الشيعة) واستظهارا عليهم ، فأذن له في ذلك لا أن أتابك نقل أباه إليها وبناها ووقف عليها ، وفحوى الشفاعة طلب النظر في هذه المدرسة للكمال عمر بن العجمي ، وليس فيها تصريح ولا تلويح بطلب التدريس له ا ه. وهذه المكاتبة التي كتبها الدولعي قال ابن عشائر أخرجها إليّ بعض أحفاد كمال الدين عمر المذكور فنقلت منها هذا والله تعالى أعلم. انتهى ما رأيته بخط أبي المعالي بن عشاير في بعض مجاميعه ومختاراته من تاريخ الصاحب كمال الدين بن العديم ا ه.
١٤٦ ـ الشيخ شعيب الأندلسي المتوفى سنة ٥٩٦
قال ابن شداد في الكلام على مدارس الشافعية : (المدرسة الشعيبية) : كانت هذه مسجدا يقال أول ما اختطه المسلمون عند فتحها من المساجد ، وعرف بأبي الحسن علي ابن عبد الحميد الغضايري أحد الأولياء من أصحاب السري السقطي ، فلما ملك نور الدين حلب وأنشأ بها المدارس وصل الشيخ شعيب بن أبي الحسن الأندلسي الفقيه فصير