في الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة بدمشق ودفن في جبل قاسيون ، وتوفي والده أبو أسامة مرشد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وشيزر بفتح الشين والزاي قلعة بالقرب من حماة وهي معروفة بهم ا ه (ابن خلكان).
قال جرجي زيدان في تاريخه آداب اللغة العربية (صحيفة ١٦ مجلد ٣) : ويمتاز المترجم عمن سواه من المؤرخين أنه أرخ نفسه ووصف سيرة حياته ورحلاته وذكر كثيرا من حوادث تلك الأيام وعادات أهلها وآدابها ، وشاهد في أسفاره أمورا وصفها ، وفي جملتها وقائع مع الصليبيين. وهاك مؤلفاته :
(١) ـ كتاب الاعتبار : هو رحلته المشار إليها ، نشرت في باريس سنة ١٨٨٦ واستخرج المستشرقون منها فوائد اجتماعية عن ذلك العصر.
(٢) ـ البديع : رتبه على ٩٥ بابا أولها التجنيس وآخرها التهذيب ، منه نسخة في المكتبة السلطانية (بمصر) ا ه.
وفي مجلة المجمع العلمي الدمشقي في المجلد الأول أن كتاب الاعتبار طبع بعناية هتربوغ درنبرغ في ليدن (هولندة) سنة ١٨٨٤ وعليه تعاليق إفرنسية في ٢٠٢ صفحة وله فهارس مفيدة ا ه. فعلى هذا يكون كتاب الاعتبار طبع مرتين.
١٣١ ـ عبد الله بن أبي عصرون المتوفى سنة ٥٨٥
أبو سعد عبد الله بن أبي السري محمد بن هبة الله بن مطهر بن علي بن أبي عصرون ابن أبي السرى التميمي الحديثي ثم الموصلي الفقيه الشافعي الملقب شرف الدين ، كان من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره وممن سار ذكره وانتشر أمره ، قرأ في صباه القرآن الكريم بالعشر على أبي الغنائم السلمي السروجي والبارع أبي عبد الله بن الدباس وأبي بكر المرزقي وغيرهم ، وتفقه أولا على القاضي المرتضي أبي محمد عبد الله بن القاسم الشهرزوري وعلى أبي عبد الله الحسن بن خميس الموصلي ثم على أسعد الميهني ببغداد ، وأخذ الأصول عن أبي الفتح بن برهان الأصولي وقراء الخلاف. وتوجه إلى مدينة واسط وقرأ على قاضيها الشيخ أبي علي الفارقي وأخذ عنه فوائد المهذب ، ودرس بالموصل في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وأقام بسنجار مدة ، ثم انتقل إلى حلب في سنة خمس وأربعين ، ثم قدم دمشق