١٥٥ ـ عيسى بن سعدان الشاعر المتوفى بعد الستمائة
قال ياقوت في المعجم في الكلام على جبل السمّاق : إنه جبل عظيم من أعمال حلب الغربية ، يشتمل على مدن كثيرة وقرى وقلاع عامتها للإسماعيلية الملحدة ، وأكثرهم في طاعة صاحب حلب ، وفيه بساتين ومزارع كلها عذي ، والمياه الجارية به قليلة إلا ما كان من عيون ليست بالكثيرة في مواضع مخصوصة ، ولذلك تنبت فيه جميع أشجار الفواكه وغيرها حتى المشمش والقطن والسمسم وغير ذلك. وقيل إنه سمي بذلك لكثرة ما ينبت فيه من السمّاق. وقد ذكره شاعر حلبي عصري يقال له عيسى بن سعدان ولم أدركه فقال :
وليلة بتّ مسروق الكرى أرقا |
|
ولهان أجمع بين البرء والخبل |
حتى إذا نار ليلي نام موقدها |
|
وأنكر الكلب أهليه من الوهل |
طرقتها ونجوم الليل مطرقة |
|
وحلت عنها وصبغ الليل لم يحل |
عهدي بها في رواق الصبح لامعة |
|
تلوي ضفائر ذاك الفاحم الرجل |
وقولها وشعاع الشمس منخرط |
|
حييت يا جبل السمّاق من جبل |
يا حبذا التلعات الخضر من حلب |
|
وحبذا طلل بالسفح من طلل |
يا ساكني البلد الأقصى عسى نفس |
|
من سفح جوشن يطفي لاعج الغلل |
طال المقام فواشوقا إلى وطن |
|
بين الأحصّ وبين الصحصح الرمل |
ماذا يريد الهوى مني وقد علقت |
|
إني أنا الأرقم ابن الأرقم الدغل |
البيت الأخير من تاريخ ابن شداد.
وأورد له في الكلام على باب الجنان قوله :
يا لبرق كلما لاح على |
|
حلب مثّلها نصب عياني |
بات كالمذبوب في شاطي قويق |
|
ناشر الطرّة مسحوب الجران |
كلما مرت به ناسمة |
|
موهنا جنّ على باب الجنان |
ليت شعري من ترى أرسله |
|
أنسيم البان أم رفع الدخان |
وأورد له في الكلام على فامية وليلون :