أحمد أحد رجال الحلقة سنة تسع وثلاثين وسبعماية ، وقد هجر الآن وسد بابه وجعل ملكا ثم جدد في زماننا. وهذا الدرب يعرف الآن ببني سلار ، لأن دار الأمير ناصر الدين محمد بن سلار كافل قلعة حلب به ، وكان مقدما عند الظاهر برقوق ، وكذلك ولده ، وهي الآن بيد بني السفاح.
وخارج هذا الدرب من القبلة مسجد أنشأه محمد بن دفاع بن أبي نصر سنة أربع عشرة وستماية ا ه.
أقول : لا أثر الآن للمسجد الذي بناه يوسف بن أحمد ، وأما المسجد الذي أنشأه محمد بن دفاع فهو باق تقام فيه الصلوات الجهرية وهو شرقي المدار الذي تجاه زقاق خان التتن.
بقي علينا من الأماكن الأربعة التي اتخذت مساجد المسجد الذي بقرب حمّام موغان ، هذا المسجد في آخر السوق الذي فيه الخان المعروف بخان الحرير من جهة الشمال ويعرف بمسجد اليتامى قد خربته دائرة الأوقاف سنة ١٣٤٠ وبنت موضعه حانوتين كبيرين وبنت فوقهما المسجد ، وجعلت له منارة صغيرة ، وهو من هذه الجهة يلاصق الحوانيت التي بنيت حديثا عوضا من الحمّام التي كانت هناك وتعرف بحمام البيلوني التابعة لوقف بني البيلوني ، وقبليها زقاق ضيق غير نافذ فيه بعض الدور يعرف ببوابة الياسمين ، وقبلي هذا الزقاق المدرسة الجاولية.
المدرسة الجاولية :
هذه المدرسة بالقرب من السهلية وهي سويقة حاتم الآن ، لها بوابة عظيمة مبنية بالحجر الهرقلي أنشأها عفيف الدين عبد الرحمن ... الجاولي النوري وشرط أن يقرأ الفقهاء والمدرس شيئا من القرآن ويجعل هذا للسلطان نور الدين.
وأول من درس بها الشيخ العالم علاء الدين أبو بكر بن مسعود أحمد أمير كاسان الكاساني المقدم ذكره ، ولم يزل بها إلى أن توفي ، ووليها بعده الشيخ جمال الدين خليفة ابن سليمان بن خليفة القرشي المقدم ذكره ، إلى أن مات ، فوليها بعده نجم الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حسام الكردي الهكاري المعروف بالجلي ، ولم يزل بها إلى أن كانت