ابن حرب) ، وهو مثل مشهور بين الأدباء ، فإذا كان الشيء باليا شبهوه بطيلسان ابن حرب ، ولذلك سبب لابد من ذكره وهو أن أحمد بن حرب ابن أخي يزيد المهلي أعطى أبا علي إسماعيل بن إبراهيم بن حمدويه البصري الحمدوي الشاعر الأديب طيلسانا خليعا ، فعمل فيه الحمدوي مقاطيع عديدة ظريفة سارت عنه وتناقلتها الركبان ، فمن ذلك قوله من أبيات :
يا ابن حرب كسوتني طيلسانا |
|
ملّ من صحبة الزمان فصدّا |
طال ترداده إلى الرفو حتى |
|
لو بعثناه وحده لتهدّا |
وساق ابن خلكان ما قاله الحمدوي من الشعر في هذا الطيلسان ويطول الشرح لو نقلنا هنا جميع ما قاله. ثم قال : ويقال إنه عمل في هذا الطيلسان مائتي مقطوع في كل مقطوع معنى بديع. وأما قوله : (ولا جلد عمر والممزق بالضرب) فيريد قول النحاة : ضرب زيد عمرا ، فإنهم أبدا يستعملون هذا المثال ولا يمثلون بغيره ، فكأنهم يمزقون جلده لكثرة الضرب ا ه.
أقول : يوجد نسخة من شرحه لكتاب سيبويه في الخزانة التيمورية بمصر ، إلا أنها ناقصة من أولها.
١٥٤ ـ أبو الحجاج يوسف الإسرائيلي الطبيب المتوفى أوائل هذه المائة
أبو الحجاج يوسف الإسرائيلي مغربي الأصل من مدينة فاس ، وأتى إلى الديار المصرية ، وكان فاضلا في صناعة الطب والهندسة وعلم النجوم ، واشتغل في مصر بالطب على الرئيس موسى بن ميمون القرطبي ، وسافر يوسف بعد ذلك إلى الشام وخدم الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وكان يعتمد عليه في الطب ، وخدم أيضا الأمير فارس الدين ميمون القصري.
ولم يزل أبو الحجاج يوسف مقيما في حلب ويدرس في صناعة الطب إلى أن توفي بها.
وله من الكتب رسالة في ترتيب الأغذية اللطيفة والكثيفة في تناولها. شرح الفصول لأبقراط ا ه (طبقات الأطباء).