بالرحبة الكبيرة وهي داخل باب قنسرين ، وكانت في دار تعرف ببدر الدين محمود بن شكري الذي خنقه الملك الظاهر غياث الدين غازي ا ه. قلت : وتجاه مسجد المحصب (الكريمية) مكان كان يسكنه شيخ تاج الدين السراج فلعله هذا الرباط ا ه.
ذكر ما كان بجوار هذا المكان من الآثار
المدرسة البلدقية الشافعية :
قال أبو ذر : هذه المدرسة ظاهر حلب بالقرب من الكلّاسين ، وكانت كبيرة فاختصرت ، وقد دثرت بعد شيخنا المؤرخ ، فإنه كان يرممها. أنشأها الأمير حسام الدين بلدق عتيق الظاهر ، وكان من أعيان الأمراء. وأول من درس بها ركن الدين جبريل بن محمد التركماني ، وتوفي بها ودرس فيها بعده ولده عز الدين أحمد ، ولم يزل بها إلى أن ولي قضاء الشغر ، ووليها بعده جمال الدين محمد المعري ، وبعد فتنة تمر آل تدريسها للشيخ شرف الدين حمزة الحبيشي الشافعي ، وتوفي عن ولد لا يعرف شيئا فوضع القضاة أيديهم عليها ودرسوا بها ، ثم استنزل ابن الحبيشي عنها القاضي برهان الدين الحسفاوي ولم يدرس بها ، وحضرت دروسها مع القاضي زين الدين بن الخرزي. وتقدم أن من جملة وقف هذه المدرسة ثلث طاحون شركة الفردوس (١). ومكتوب على بابها أنها وقف على الفقهاء والمتفقهة والمشتغلين بالعلم على مذهب الإمام الشافعي رضياللهعنه وأنها بنيت في سنة خمس وثلاثين وستمائة في أيام صلاح الدين يوسف بن العزيز بن غازي ا ه.
المدرسة البلدقية الحنفية :
قال البتروني في حواشي الدر المنتخب (ص ١١٤) : هذه المدرسة خربها رجل يقال له الخواجا بكر سكن حلب بعد أن كان بمدينة الرها وصار له بحلب شأن ، فاستعمله أحمد باشا المعروف بابن الأكمكجي على عمارة دار السعادة ، ونقلت حجارة المدرسة المذكورة إليها ، وكانت المدرسة قد أشرفت على الخراب ، وكان ذلك في حدود ١٠٢٤ ا ه.
__________________
(١) قال ثمة في الكلام على الفردوس : ووقفت على ذلك ضيعة وهي كفر زبينا وثلثي طاحونها وثلثها الآخر على البلدقية كما سيأتي ا ه.