أنشأه أسد الدين شيركوه بن شادي صاحب حمص ووسع بناءه الأمير سيف الدين علي ابن علم الدين سليمان بن جندر ، وبنى إلى جانبه مدرسة وتربة ودفن بها تقام بها الخطبة ا ه.
أقول : موقع هذا الجامع جنوبي تربة الكليباتي بينهما الطريق وشرقي تنانير الكلس الآن ، ويعرف عند أهل محلة الكلّاسة بجامع حسان ، ولا أدري من أين أتت له هذه النسبة. وهذا الجامع كان خربا لم يبق منه سوى محرابه وبعض أنقاضه ، فاهتم بشأنه أهل المحلة سنة ١٢٩٩ وعمروا قبلته وجدران صحنه وحجرتين في الصحن عن يسار باب الجامع. والذي ظهر لي أنه عمر أصغر مما كان ، والتصغير من جهة الشرق ، وطول صحنه ٢٠ ذراعا وعرضه ١٧ ، وذلك مع رواقيه الجنوبي الذي هو أمام باب القبلية والشمالي الذي على يمين باب الجامع ، وقد كان مبنيا من أحجار ضخمة وأعمدة عظيمة ظهر لي ذلك من قاعدة عمود مبنية في الجدار عن يمين باب الجامع.
ورواقه الشمالي بني هذه السنة وهي سنة ١٣٤٣ ، وفرش معظم الصحن بالرخام الأبيض ، وذلك باهتمام أهل الخير من أهل هذه المحلة جزاهم الله خيرا.
وشمالي هذا الجامع بنحو أربعين مترا قبة قديمة سقفها خرب في وسطها قبر عظيم هو قبر الأمير علي بن سليمان المترجم ، والمدرسة كانت أمام هذه التربة من جهتي الغرب والشمال ولم يبق من آثارها شيء ، ولا أثر للعمران حول هذا الجامع من جهاته الأربع ، إلا ما أحدث في هذا القرن من البنايات غربي الجامع وراء تنانير الكلس ، وربما اتصلت الأبنية عما قريب من هذه الجهة.
بقية آثاره بحلب :
وفي الدر المنتخب في باب ذكر ما بحلب من مدارس المالكية والحنابلة : مدرسة أنشأها الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر تحت القلعة لتدريس مذهبي مالك وأحمد بن حنبل ، وهذه المدرسة كانت قد نسيت وأغلق بابها ففتحته ، وما أدري ما فعل الله بها بعد خروجي من حلب.
وقال هو وأبو ذر في تعداد الخانقاهات والربط : رباط أنشأه سيف الدين ... إلخ