٢٠٥ ـ القاضي الأكرم علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة ٦٤٦
قال ياقوت في معجم الأدباء : علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد بن موسى ابن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن ربيعة بن الحارث بن قريش بن أبي أوفى بن أبي عمرو بن عادية بن حيان بن معاوية بن تيم بن شيبان بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل أبو الحسن القفطي ، يعرف بالقاضي الأكرم ، أحد الكتاب المشهورين المبرزين في النظم والنثر.
وكان أبوه القاضي الأشرف كاتبا أيضا ومنشئا.
وكانت أمه امرأة من بادية العرب من قضاعة وأمها جارية حبشية كانت لأخت أبي عزيز قتادة الحسني أمير مكة ، تزوجها أحد بني عمها العلويين وجاءت منه بأولاد ، ثم مات عنها فتزوجها رجل من بليّ فجاءت منه ببنين وبنات منهم أم القاضي الأكرم أدام الله علوه ، وكان والده الأشرف خرج يشتري فرسا من تلك البوادي وقد قاربوا أرض مصر للنجعة ، فرآها فوقعت منه بموقع فتزوجها ونقلها إلى أهله ، وكانت ربما خرجت في الأحيان إلى البادية استرواحا على ما ألفته ونشأت عليه ويخرج ابنها معها مدة ، قال :
وكانت امرأة صالحة مصلية حسنة العبادة فصيحة اللهجة ، وكانت إذا أردت سفرا اشتغلت بما يصلح أموري في السفر وهي تبكي وتقول :
أجهّز زيدا للرحيل وإنني |
|
بتجهيز زيد للرحيل ضنين |
وحدثني أطال الله بقاءه قال : كنت وأنا صبي قد قدمت من مصر واستصحبت سنّورا أصبهانيا على ما تقتضيه الصبوة ، واتفقت أن ولدت عدة من الأولاد في دارنا ، فنزل سنّور ذكر فأكل بعض تلك الجراء ، فغمني ذلك وأقسمت أن لابد لي من قتل الذي أكلها ، فصنعت شركا ونصبته في علّيّة في دارنا وجلست ، فإذا بالسنّور قد وقع في الحبالة ، فصعدت إليه وبيدي عكاز وفي عزمي هلاكه ، وكان لنا جيرة وقد خرب الحائط بيننا وبينهم ونصبوا فيه بارية إلى أن يحضر الصناع ، وكان لرب تلك الدار بنتان لم يكن فيما أظن أحسن منهما صورة وجمالا وشكلا ودلالا ، وكانتا معروفتين بذلك في بلدنا وكانتا بكرين ، فلما هممت بقتله إذا قد انكشف جانب البارية فوقعت عيني على ما بهر المشايخ فيكف الشبان حسنا وجمالا. وإذاهما تومئان إليّ بالأصابع تسألاني إطلاقه ، قال : فأطلقته