والعمل قائم في المدرسة ، غير أنه على إثر ترك السيد يحيى الكيالي لمديرية دائرة الأوقاف وذلك منذ شهرين لأسباب يطول شرحها وليس هنا موضع بسطها عدلت دائرة الأوقاف عن الغاية التي قدمناها ، وفي عزمها أن تقسم تلك القاعة إلى غرف وتتخذ هذه المدرسة مركزا لدائرتها.
وعسى أن تهتم الدائرة ببناء حجر للطلاب فوق تلك الحوانيت بدلا من الحجر التي كانت تحت ، ويعين لهذه المدرسة المدرسون فيحيا هذا المكان بالعلم والدراسة كما حيي بالعمران ، ويكون قد تحقق بذلك أيضا غرض الواقف ومقاصده.
(استدراك) : شمالي هذه المدرسة الزقاق المعروف الآن بزقاق الزهراوي وكان يعرف قديما بدرب البازيار ، وقد تكلمنا على هذا الدرب في ترجمة البازيار في أوائل هذا الجزء وذكرنا ما كان هناك من الآثار ، وفاتنا أن نذكر أن بهذا الدرب كان سكن سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ، وكان به أيضا مدرسة يقال لها المدرسة البدرية.
المدرسة البدرية :
قال أبو ذر : هذه المدرسة في صدر درب البازيار وبابها باق وهي خراب ، وبها الآن بيت عمر في هذه الأزمان ، أنشأها بدر الدين عتيق عماد الدين شادي بن الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب ولها وقف وصار وقفها ملكا. كذا قاله ابن شداد ا ه.
الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن العديم المتوفى
سنة ٦٦٠ وترجمة أسرته
عمر بن أحمد بن أبي جرادة ، يعرف بابن العديم العقيلي ، يكنى أبا القاسم ويلقب كمال الدين ، من أعيان أهل حلب وأفاضلهم ، وهو عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن أبي جرادة صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
واسم أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل أبي القبيلة ابن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن