له هذا المسجد مدرسة وجعله مدرسا بها فعرفت به إلى عصرنا هذا ، ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة ا ه.
قال أبو ذر : وكانت وفاته في طريق مكة ودفن بين تيما وبين جفر بني عنزة ، وكان من الفقهاء المعتبرين والزهاد المعروفين من أصحاب الحافظ أبي الحسن علي بن سليمان المرادي ، وانقطع في هذا المسجد فعرف به وانقطع عنه اسم الغضايري ، وكان نور الدين يعتقده فرتبه ليدرس على مذهب الإمام الشافعي رضياللهعنه ا ه.
ثم وليها بعده الشيخ شمس الدين محمد بن موسى الجزري ، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. ثم وليها موفق الدين أبو القاسم الكردي الحميدي ، ولم يزل بها إلى أن ولي قضاء المعرة في أوائل سنة اثنتين وأربعين وستمائة ، فوليها بعده قوام الدين أبو العلاء الفضل بن سلطان بن شجاع ، ثم خرج عنها إلى حمص سنة خمس وخمسين فوليها بدر الدين محمد بن إبراهيم بن خلكان المعروف بقاضي تل باشر ، وقد وليها قبل فتنة تيمر الإمام ناصر الدين أبو المعالي بن عشائر ، ولما عزل نفسه عن نظرها أنشد :
تشعب قلبي بالشعيبية التي |
|
بها أشعب الطماع يبدو ويخطر |
سأترك مغناها غنى وتعففا |
|
(وكم مثلها فارقتها وهي تصفر) |
كذا رأيته بخط ابن القرناص.
وهذه المدرسة الآن شاغرة عن الشعاير والدرس بل ولا يعلم أحد أنها مدرسة ، وعليها وقف ببلد أعزاز ، وقد استولى الناس على وقفها وتركوها خالية صفراء كغيرها من المدارس لا مدرس ولا أنيس ولا فقيه ولا جليس ، مقفرة العرصات خالية من إقامة الصلاة ، ولها منارة محكمة قصيرة وعليها كتابة كوفية لا أدري ما هي. ا ه.
الكلام على هذه المدرسة
موقعها في آخر محلة باب أنطاكية ، وإذا كنت داخلا من باب البلد واستقبلت الشرق فإنها تقابلك ويبقى بينك وبينها قدر ٢٥ ذراعا ، وفوق بابها حجرة عليها كتابة كوفية هذه صورتها :