مكتوب على بابها واسمه أبو الثنا بن ياقوت. وصنع لها طرازا على حائطها الأعظم ليكتب عليه ما أراد ، وكذلك على إيوانها فلم يتفق ذلك لأن واقفها اخترمته المنية ولم يكملها ، ومدة عمارتها أربعون سنة. وكان رحمهالله لا يجلس على دككها التي خارج بابها لئلا تنسب إليه إنما كان يجلس على دككها داخل الباب وفي إيوانها.
وهذه المدرسة بها ثلاثة أدوار من الخلاوي المحكمة البناء والأبواب والخزائن. وبها بأعلى الإيوان مع أعلى حاصلها المعروف الآن بالمغارة قاعة مليحة للمدرس ، ولهذه القاعة باب من الإيوان وباب من أرض المدرسة ، وبصدر هذا الإيوان بادهنج له ثلاثة أبواب ، ثم سد بابان منهم لأجل الزلزلة خوفا على الإيوان. وفي هذه المدرسة بئران وصهريجان على بئر منهم قنطرة من الحديد مكتوب عليها : (وقف هذه القنطرة واقف هذه المدرسة عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن العجمي على مصالح الجب في شهر ربيع الأول سنة أربعين وستماية) واسم صانعها علي بن أبي بكر بن مسلم. وعليها خط بالكوفي لا أدري ما هو. وهذه الكتابة ليست حفرا إنما هي بالقلم المجوز وعليها صنعة حفر من بدائع الرسم ، وهذه القنطرة الحديد من العجائب ومشاهدتها تورث الفكرة كيف صنعت (١).
وإلى جانب هذه المدرسة تربة الواقف وهو مدفون بها بوصية منه. وعليها وقف وزاد وقفها بنت ابنة عائشة.
وإلى جانب قبليتها مسجد قديم لم يغيره الواقف بل عمر حائطه وأبقى باب المسجد في مكانه وفتح له إلى قبلية المدرسة بابا آخر ، كذا قيل لي. ورأيت في كتاب وقفها أن الواقف هو الذي بناه ووقفه مسجدا. وإلى جانب هذا المسجد بيت كان إصطبلا للعجول التي كانت تجذب الأحجار لبناء المدرسة. وكان الواقف رحمهالله إذا عاقه في طريق العجول الذي تجذب الأحجار عائق من بناء اشتراه من مالكه وهدمه حتى تمر العجول هناك. وكان
__________________
مسافة بضع دقائق طولا وعرضا وعلى بعض ألواح القبور محرر سنة ١٢٣١ و١٢٣٥ مما دل على أن هذا المكان في هذا الحين كان آهلا بالسكان وأن هناك أبنية كثيرة ، وقد رأيت في كتاب وقف بني الجلبي الموقوف على المدرسة الأحمدية من جملة عقارات وقفهم حمام في بابلى ، ومما لا ريب فيه أنه لا حمام بدون سكان ويغلب على الظن أن خراب هذا المكان كان في الزلزلة التي حصلت سنة ١٢٣٧.
(١) أخذت هذه القنطرة منذ عشر سنوات أخذتها دائرة المعارف وأرسلتها لمتحف الآستانة ولا أدري إن كانت وصلت إليه أم لا.